لقد جلست في محراب الوطن متوضئا بدماء الشهداء متطهرا من كل رجس أسمع للعالم يرتل أحاديث الثوره وشعاراتها ويصلي إعجابا بشعبي ونضالاته… فسقطت مني دمعه.
دعوناهم كشركاء وازال الله عنا رجس كلمة مانحين و ذلها فلم يترددوا ولبوا النداء ليسطروا بحروف من ذهب معنى الشراكه.. على قدر من التقدير على بساط العز والكرامه.. فسقطت مني دمعه..
إمتلأ المحراب وشرفاته فلم يتخلف أحد حتى من لم تصفو نواياه وهو يحلم بمصالحه وعودة أيام اليد العليا الكالحه.. لكنهم حضروا حتى لا يفوتهم شرف المشاركه وقافلة الأوفياء.. وقلنا مرحبا فإن للثورة رب غفور رحيم على الكافرين شديد العقاب….
جلست أسمع لرئيسنا ولم تسكرني كلمات الإطراء من قيادات العالم عنه..وهو يبشر بالسلام والمحبة والأمن للعالم… فقد طاف بخيالي كابوس ذكرى رئيس يخجل الظلم والجهل منه.. يعترف بقتل الالاف من شعبه ويرعد مطالبا الشرفاء بحمل السلاح ومنازلته كأي صعلوك يخطرف.. رئيسا بذئ الحروف يرسل الحروف النتنه بان العالم تحت حذائه.. وهو الذي يغادر حافيا متخفيا على إستعجال خوفامن هذا العالم.. رئيسا نخجل من أن يكون في هذا الموقع وإن أستلبه بالسلاح وتدمي قلوبنا ونحن نراه يستقبله الأطفال ويستلم مظاريف الأموال من الرؤساء..فأعادني من هذا الكابوس حروف رئيس جاء محمولا بدماء شعبنا في أقل من عام يعيد لنا جزء من كرامة وهيبة نحن أهلها وشعبنا بها جدير.. وسقطت مني دمعه… .
نظرت لكل الحضور وحواء بلادي التي صنعت الثوره وشرفتنا بإدارتها لدفة الحديث بلباقة وعفوية وحروف المحبة للوطن فثملت طربا وإفتخارا وسقطت مني دمعة..
بين دموع الفرح والإفتخار شعرت بعظمة المسئوليه ومتطلبات واقعنا الجديد والأصيل.
إن العالم لم يأتي فاتحا قلبه وخزائنه مخمورا برحيق الثورة وشعاراتها.. ولم يعمدنا في منصة الشراكة بلا رؤية أو حسابات.
إن للشراكة متطلباتها ولإحترام العالم له شروطه فإن كان قد فتح لنا صدوره ونحن قد أطلقنا الوعود.. فإن عيون العالم ستكون مفتوحه لترى وعودنا تزدهر على أرض الواقع إنجازا وحقائق. لذا علينا العمل الحثيث لحرث الأرض ووضع البذرة لدولة المؤسسات التى تزين جبين هذه الشراكه وتتحدث عن عهد جديد فعلينا اليوم قبل غد…
1.إسراع الخطى في إكمال عملية السلام والبدء في إستيعاب كل أبناء الوطن في عملية البناء.
2.إكمال أجهزة دولة المؤسسات من حكام مدنيين ومجلس تشريعي واضعين الشعب في دفة الحكم. وتحقيق شعار المدنيه الذي يحلم به شعبنا ويطرب له العالم.
3.إستكمال المؤسسات العدليه والقوانين التي تضمن الحقوق وسيادة قيم العداله والشفافيه فالعالم لا يحتمل ان تضيع موارده في دول لاتعرف المحاسبة والقانون أو ان تضيع مساهماته وجهده بين بيروقراطية الدوله وحكومات الإفك والفساد.
4.قيام إعلام نزيه مستقل صمام أمان لكل شراكة مع العالم وسيفا ضد مظاهر التفلت والخداع.
5.ترسيخ قيم المساواة وحقوق الإنسان فالعالم لا يحتمل ان تتلطخ يداه بمصافحة الأشرار أو أن يتهم بدعمه وشراكة الجبابرة و الفاشلين في توفير الأمن والأمان لشعبنا…
نقول لشعبنا مرحبا بعهد يعود الوطن لمكانه حبا وكرامة فلتطربوا ولا تستكينوا. إن إحتفاء العالم هي رسالة لخفافيش الظلام وأذنابهم من العسكر بأن العالم الذي فشلتم في مخاطبته لثلاث عقود جلس في أقل من عام ليسمع ويستجيب لأنه يرفض دولة العسكر ويقدس المدنيه يسمع حديث الحريه والسلام ولغة المؤسسيه وحقوق الإنسان. لو كان لخفافيش الظلام وأذنابهم ذرة من عقل لقلنا لشعبنا إن هذه الرسالة ستكون صمام أمان للثوره وضمان لعدم عودة جحافل الظلم ومحاولة القفز بذات ليل للسلطه على فوهة البنادق. لكننا نعلمهم ضيقي أفق وعديمي بصيره لايهم أن يحاربوا العالم وأن يقتلوا نصف شعبنا ليكونوا في السلطه ليغترفوا من موارد شعبنا وليمتصوا دماءه الشريفه. لا يرعووا ولن يسمعوا لصوت المنطق.. لايحترموا واقع العالم وقوانين حقوق الانسان. إن الثورة لن يحميها الا أبناءها من أبناء شعبنا ولن يردع خفافيش الظلام الا وحدة الشرفاء وتماسكهم. فعلينا الا تسكرنا عودة التقدير لشعبنا ودعم العالم لنا والا تعمينا بوجود الجراثيم بيننا تحاول ان تعيش بين مسام الثوره فعلينا الحيطة والحذر والوقوف ضد حملات التخوين والتشرذم.
كلمة أخيرة..
مجدي إسحق
لحكومة الثوره فإن الشراكة لا تعني بالضروره ان تتطابق مع رؤى الشركاء ولا يعني دعمهم ان نصفق لخططهم وبرامجهم فلنجعل مصالح شعبنا نورنا وهادينا نتفق ونختلف وبيننا الإحترام والشفافيه ومصالح شعبنا تعلى ولا يعلى عليها..
وللجميع ندعو ألا تسكرنا خطوة من الإنجاز..فالطريق ملئ بالعقبات.. فلنفرح وعيوننا مفتوحه.. وقلوبنا مهمومة بطريق طويل من العمل والبناء ولنمسح دمعة الفرح ونشمر السواعد لبناء وطن المحبه والجمال..