في سابقه لم تشهد البلاد لها مثيل انعقد مؤتمر شركاء واصدقاء السودان من المجتمع الدولي الذي تمثل في عدد يفوق ال50 دولة وكيان مؤسسي ،بالعاصمه الالمانية برلين في التاريخ المحدد له الموافقة 25 يونيو 2020، وكانت مخرجات المؤتر نصت على انه حدث تاريخي عالمي لم يحدث في سابق تاريخ الانسانية ولا خلال الفترة الحديثه، وبإجماع كلي على دعم ومشاركة الحكومة الانتقالية في السوان.
جاءت ثنائيه المبادرة من كلمات معبرة على الرغبه الاكيدة في دعم حكومة الدكتور حمدوك الانتقالية، حيث كانت الانسانية هي لغه التعاون والتوافق والدعم المادي.
بلغت الارقام 1280 مليار دولار دعما للاقتصاد السوداني وتهيئة مناخ الاستقرار والاصلاح الهيكلي للاقتصاد .
نرى ان هذه التجربة فتحت ابواب التعاون لحكومة السودان في المشاركة في قضايا المجتمع الدولي ،بصوت مسموع للسودان، بعد ما كان حبيسا طيلة فترة حكومة الانقاذ البائدة.
اما في مجال ديون السودان الخارجية والتي اشرنا اليها فيما مضى، قدرت بمبلغ 60 مليار دولار .
نجد ان بعض دول نادي باريس ومنظومة الهيبك مثل ( بولندا ) بلغت ديونها 100 مليون دولار ،اعلنت فتح باب التفاهم مع الحكومة الانتقالية ،للوصول الى القرار المناسب في اعفاء ديونها او جدولتها .
اما مبادرة مؤسسات التمويل الدولية ( صندوق النقد الدولي،البنك الدولي) جاءت معبرة عن اتباع اسلوب الاصلاح الهيكلي للاقتصاد .
بلغت جمله مبالغ دعم مشروعات البنية التحتية لاكثر من 400 مليون دولار .
مساهمة الاتحاد الاوروبي جاءت في دعم المشروعات الخدمية الصحة والتعليم واللاجئين وبناء السلام من حيث تحسين وتطوير هياكل هذه القطاعات ،اما حكومة ألمانيا فكان دعمها الكبير منذ نجاح ثورة ديسمبر المجيدة فأعلنت دعما متواصلا للحكومة الانتقالية ،في برامج التنمية المستدامة للمشروعات الاستيراتيجية مثل الكهرباء وتحسين قنوات الري ،والطرق والجسور .
شارك بنك التنمية العربي بمبلغ 1 مليار دولار على ان يقسم في شكل دفعات 200 مليون سنويا ولمدة 5 سنوات متتالية ،اما البنك الاسلامي للتنمية الافريقية دعم الاقتصاد السوداني بمبلغ 35.8 مليون دولار ،وتتابعت دعومات المؤتمرين حتى بلغت حصيلة معتبرة .
ولكن المخيب للامال جاء في مساهمة الاخوة العرب مثل (السعودية،الكويت،الامارات،قطر) تتحدث فقط عما كان من دعومات لها في سابق الزمان دون ان تأذن لها علاقتها الاستراتيجية مع الجارة السودان بالتبرع ولو بالقدر القليل في هذا المؤتمر .
وثمة سؤال : لماذا هذا الدور العربي السلبي المعيب في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها الحكومة الانتقالية بالرغم من ان الجارة مصر كان دعمها استراتيجيا حيث بلغ 200 مليون دولار مع المشاركة في مشروع الكهرباء ب 300 ميغا واط، كما ابدت رغبتها في التعاون المنقطع النظير في شتى القضايا الاقتصادية والاجتماعية ،باعتبار السودان عمقاً استراتيجياً لها تهتم به في الماضي والحاضر والمستقبل من خلال بناء جسور التواصل بين الحكومتين.
أدت المراة دورا مفصليا مهما في انجاح مؤتمر برلين لما قامت به الاستاذة زينب البدوي في ادارة جلسات المؤتمر وتنظيم المشاركات، لما كانت تمتلكه من لباقة وبلاغة الحديث وما تمتلكه من كفاءة واقتدار ساعدت على انجاح المؤتمر .
توصية اخيره نتمنى من الاخوة في الحكومة الانتقالية بقيادة رئيس مجلس الوزاء الدكتور عبدالله حمدوك ورفاقه الميامين في حكومة الثورة ،ان يولوا الاهتمام الاكبر وذلك بتكوين لجنة متابعة لمخرجات هذا المؤتمر، وترجمتها في خطة استراتيجية عبر برامج تؤدي الى نهضة وتطوير هذا البلد الذي عانى كثيرا من افرازات وصراعات وتشوهات حكومة الانقاذ البائدة ومن التركة الثقيلة في الفساد المؤسس الذي طال كل مناحي الحياة وافقر المواطن، وبلغت نسب الفقر فيه اكثر من 65 في الميه ،بينما نسبة التضخم مائه واربعه عشر في المية، للوصول الى وطن حدادي مدادي يسع كافة افراد المجتمع السوداني في عدالة اجتماعية ،تقوم على الايقونات الثلاث (حرية ..سلام وعدالة) .