إذا كنت أصلا من أصول ريفية ، أو إذا كنت تجد في نفسك ميلا للزراعة بكل فروعها ، أو إذا مالت نفسك إلى الهدوء والسكينة وتمضية بقية العمر في نعيم الخضرة وماء الجداول وبساطة الحياة . فستجد هذا كله إذا اتخذت قرارا عميقا بالعودة أو الهجرة إلى الريف . هناك ستجد الحقل ، تزرع ، ترعى ، ترفه ، تستمتع بالنسيم الصافي . هناك ستقيم لنفسك سكنا داخل البستان ، والخضرة تحيط بك من كل جانب . هناك سيتوفر لك الغذاء الطازج النظيف بشكل يومي ، وستكتسب المزيد من العافية والصحة . هناك ستعيش بعيدا عن الازدحام والتلوث والحر والحرور . هناك ستجد أرضا طيبة تزرعها وتحصد منتجاتها وتعود عليك وعلى أسرتك خيرا وفيرا .
هذه دعوة أوجهها لنفسي أولا ، وإلى أصدقائي ومعارفي وأقاربي من أبناء ريفنا الحبيب ، وأوجهها لكل من يعشق الهدوء والذين يحلمون ببيئة طبيعية ونظيفة ترفع من انتاجيتهم وتجعل استغلال الأرض البكر عملا إنسانيا رفيعا ، ومريحا . تعالوا نجعل من العودة إلى الريف ثقافة يقودها الراجحون في العقل ، والطامحون للعيش الكريم المشحون بالإمتاع والإبداع. تعالوا نقدم لبادنا هدية ، هي تخفيف الزحام ، وإنهاء التكالب على الخدمات الضعيفة أصلا ، والسعي إلى الانتاج ، وإقامة الصناعات الصغيرة، والانتاج الزراعي المجوّد الذي يجعلنا من أفضل المصدّرين، ويقدم لنا أفضل المستهلكات .