مؤتمر شركاء السودان من اسمه يتسع لاهتمامات تشمل ادماج اقتصاد السودان في الاقتصاد العالمي ويتسع تلقائيا لجلب الدولار ويورو ما يجعل مؤتمر شركاء السودان ببرلين يساوي تريليون خير وعز جئنا… تجهض مليونية التشاؤم المطبوخة على حمو وملة (الطرح القادم انحنا)
بمعنى….
هذه الدول التي اجتمعت ببرلين رأت ان السودان الجديد خرج من حالة نقص المناعه وشفي من علل الكيزان ما يستحق الاحتفاء والاحتضان الإنساني والمؤاخاة فالسودان اثر الغياب الطويل صار في التعامل مع المجتمع الدولي مثل بدوي في الخرطوم ايام عزها كل شيء مدهش وكل شيء غريب والكتابات التي بخست المؤتمر لانه غريب وغير معتاد فالعقل يميل لكم دولار وكم يورو
بينما في تراثنا كانت الهجرة الشريفة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة…. ليس صيدا للمادة فقد آخى فيها رسولنا ونبينا وحبيبنا وصفينا محمد صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين من اهل مكة المكرمة والانصار من اهل المدينة المنورة.
وقد آخى صلوات الله وسلامه عليه خير مؤاخاة بينهما في هندسة اجتماعية بائنة المعالم والرؤى… وقد تأبط فرحا كل انصاري اخ له من المهاجرين وجذبه من يده وقال تعال اناصفك أرضي وأشاركك مالي وما شئت.
وكانت المؤاخاة بين الأنصاري سيدنا سعد بن الربيع والمهاجر سيدنا عبد الرحمن بن عوف… فقال سيدنا سعد تعال اشاطرك مالي … فرد سيدنا عبد الرحمن وقال مالك لك فقط دلني على السوق جزاك الله خيرا.
ودله على السوق.. وبما ان الصحابة خرجوا من مكة فقط بدينهم وايمانهم ولم يكن معهم لا مال ولا بنون فقط مهاجرين إلى الله ورسوله بقلب سليم…
كان الصحابي ابن عوف لم يكن معه ولا فلسا واحدا لبدء تجارة في سوق الله اكبر ليتكسب منها ولما كانت بديهته التجارية حاضرة جلس رضي الله عنه في عالية السوق وعند نزول اول بدوي كان يتبع ابل له وكان عددها فوق المائة البعير مربوطة من اعناقها كل اثنين او ثلاثة مع بعض ليسهل سوقها وعدم تفارقها عند المبايعة في السوق فقال له الصحابي عبد الرحمن بن عوف كم تريد في هذه الإبل يا اخ العرب فقال الف دينار فقال له اشتريت وكملا المسير مع بعضيها والابل إلى داخل السوق واول مشترى سأل بكم الإبل قال الصحابي ابن عوف بالف دينار ولم يزد فهين ولا ملم واحد واخذ آلاف دينار وسلمها لصاحب الإبل البدوي.
وقد يسأل سائل ماذا استفاد الصحابي عبد الرحمن بن عوف من ذلك فنقول العلاقات تولد المنافع وهي قبل الدولار ولهذا بحنكة الذكاء اللماح وصفووية التفكير السليم .. كان سيدنا عبد الرحمن مركز في الحبال التي تربط اعناق الإبل وعند تسلمها للمشتري فك جميع الارسان جمع رسن التي كانت على رقاب النوق وكانت رزمة كبيرة وضربة بداية موفقة لدخول السوق وتجار وتجار رضي الله عنه حتى صار من كبار تجار المدينة المنورة ومن رجالاتها اللوامع دنيا وإيمان ومالا مع الايام.
فالشاهد…. اذا تبصر الرائي والناظر وتفحص بجريرة العين وسويداء التمحيص لرأى ان مؤتمر برلين يتجاوز ملايين الدولارات واليوروهات التي منحت الى الدمج لتتكاثر المنافع وتزيد أضعاف مضاعفة ليس بقيمة تعدادها وإنما بالانفتاح على هذه المنظمات والدول التي فتحت شهيتها التعاونية مع السودان… وتبادل المنافع الضخمة والتي هي الريع وان لم يتم دفع درهم او مليم واحد ….. فقيمة ذاك التعاون هي القيمة الفضلى والمثلى….
فالشاطر يميز..
ان تتداعى لك امم تمثل أربعون دولة وزيادة خمسة عشر منظمة ووكالة دولية كبرى… فمن البديهي يتكون سؤال : لماذا تداعت هذه الدول واجتمعت لدعم السودان؟
وتأتي الإجابة ليس محبة صافية في السودان والتغزل في اخلاق اهله الدمثة… وإنما هناك عوامل داخل السودان الواعد في مقابل افقار لحد إفلاس الارض من مغذياتها المعدنية الطبيعة ومفارقة خصوبتها في الدول الغنية رغم محاولات استصلاحها لقرون وتجريفها وتفريشها وحرثها ومن ثم طرحها فأبت ان تأتي بخيراتها بعد نفاد لبها الطامي مع الزمان.
فاجتمعت العقول وتناظرت العيون وتناطح التفكير وهتفت القلوب الحناجر بحثا عن شريك تنطبق عليه شروط المأوي الغذائي الطبيعي من لدن ارض بكر خصبة لسد رمق الانسان ولاستراتجية زراعية لمائة عام قادمة (ان الرؤية تمتد لقرن من الزمان… ) فكانت الدالة الاخرى ان السودان ضمن رؤيه التيمم شطر أفريقيا القارة السمراء الفارعة الخصوبة ذات العوينات المائية المتعددة المشارب وذات انسان المتحفز للإنتاج مستعرضا العضلات ومفردا الشارب وجنات مضيئة من مناخ وزرع ورعد وبرق ومطر وان صرة هذا الخير المتنامي هي ارض السودان الوافية…
وقد طالعت في أوقات سابقة بتدوير مباحث العم قوقل واحفاده “قوقل كروم وموزيلا ” منذ ايام ومستنقعات العهد البائد وليس الان فعلمت ان العالم يضع السودان نصب أعينه
وايقنت انه مهما تأخروا فسوف يأتون من دورب باريس او من أدوية الزيتون…
ومن تضاريس سويسرا ومن أركان برلين
ومن كل منجع ارض حتى من بكين…. بحثا عن القوت….
فيا سودان ستأتيك النعم من يمان أرض ويسار مناخ واعالي سماء…. فقط اصبر وثابر ورابط وتباعد عن مليونيات الخراب التي اقترنت بغياب الشهر ولا اقول القمر مذ ثلاثون في ثلاثين عجاف مرتبطة بالرقم ستة الذي يذكر بالمجاعات الجارفة التي ضربت أفريقيا وشبه جزيرة العرب وجميع الشرق الأوسط في قرون ليست بعيدة فكانت ستة التشاؤم وثلاثين غياب الاشهر الجلية وليالي السمر الوردية…..
Alssemery@hotmail.com