مليونية الثلاثين من يونيو وصلت رسالتها بقوة واستوعبت الحكومة اﻹنتقالية ماذا يريد الشعب حتي قبيل انطلاق المسيرة.. إذن لا خوف ولا توجس وﻻ مجال للمتآمرين والراغبين في إحداث الفتنة وتعطيل التحول الديمقراطي ومنع تنفيذ مطالب شباب الثورة وصناعها.
شباب الثورة اصحاب اﻹبتكار العظيم ( ثقافة التظاهر واﻹحتجاج السلمي) قد وضعوا السودان في المسار الصحيح بشعاراتهم الواعية فلا مجال للجهل ولا القبلية ولاالجهوية ولا المصالح الشخصية أو الحزبية…
فالحشود التي تهتف بقوة (سلمية ..سلمية ضد الحرامية…
ياكوز غبي و مغرور كل البلد دارفور… مدنية مدنية ضد الحرامية ..حرية سلام وعدالة والثورة خيار الشعب ) هذه الحشود حددت اهداف الثورة إذن وهي انها ثورة من أجل تحقيق الحرية والسلام والعدالة.
وأن الهوية سودانية وأن المساواة بين الناس أساسها المواطنة ..فالثورة تقتلع القبلية والجهوية واﻹنتماءات الضيقة التي تضعف الوطن وتخلق التنازع والصراعات..
ثقافة قوة السلام وفاعلية التظاهر السلمي إبتكار سوداني متقدم يظهر للعالم السلوك الحضاري للشعب السوداني والذي قرر مغادرة محطات السلوك السالب الي آفاق اﻹيجابية وإعتماده كمنهج جديد ووسيلة فاعلة ﻹحداث النهضة المطلوبة…
وثمة إبتكار جديد صنعته ثورة الشباب وهو إعتماد قوة الشارع كمصدر لتحديد توجهات الدولة وحماية سيادتها وتعزيز قوة العدل وشفافية القرار وفرض إرادة الوطن تجاه القضايا الاساسية. فلم تعد هناك حصانة تحمي من يخون الوطن أو يتلاعب بقوت الشعب أو يتراخي في أداء واجباته.. فليس مستبعدا أن يخرج الشارع مرات ومرات وبعد تعديل مسار الثورة ليطالب بحسم قضايا قومية معلقة تتعلق بهيبة السودان وسيادته الكاملة علي اراضيه وموارده..
ثورة الشباب هي ثورة حبلي باﻹبتكارات وهي تحول حقيقي نحو التجديد السياسي والثقافي واﻹجتماعي وننتظر أن تقتلع رياح الثورة كل معاقل الجهل والفساد والظلم لتؤسس مراكز البحوث العلمية ومنصات القضاء العادل واﻹعلام النظيف…