ساعتان من الزمان وحشود الثوار تزحف غير عابئة بهجير الشمس وطول المسير، وهي تتحرك من مناطق شمال امدرمان تريد وسط المدينة في الاربعين والعرضة: أرض امدرمان القديمة الرافضة للظلم منذ عهد المهدي الي عصر ابو عركي البخيت في يومنا هذا.
ساعتان شهدهما مراسلا سونا مالك الخليفة ونهلة الخليفة: الهتافات تعلو والسلمية تسود مشياً على الاقدام، وتحديا للحر اللافح الذي كاد يذيب الاسفلت تحت الاقدام الفتية.
في الجانب الآخر، كان شارع الوادي مسرحاً لجموع هادرة من المواكب التي توافدت من أقاصي: الثورات، قري الفتح والجرافة والسروراب مرورا بالثورات وسط الشنقيطي شقلبان والمهداوي، توافدت الجموع الهادرة تردد شعارات الثورة “مدنية خيار الشعب” و”القصاص القصاص” و لافتات تقرل ” الشوارع تؤكد دعمها لحمدوك”
“ما بنخذلك يا حمدوك واثقين ما مابتخذلنا” هتاف شق عنان السماء، وقد اخذ الحماس باحد الشباب كل مأخذ، والمشاعر ملتهبة، والقلوب نضرة طرية والسواعد فولاذية.
وتقول مراسلة سونا مهلة الخليفة: كانت المسيرة التي أصبحت بحسب واقع الشارع ألوفاً مؤلفة على مد البصر والناس، تهتف وتدعو إلى تصحيح المسار والإسراع بالقصاص رسائل قوية لكل الجهات حققتها مليونية ٣٠يونيو.
ساعتان وحشود كهذه منتظمة في خيط متسلسل من السلمية والاصرار على الهدف والاعلام واللافتات تقول ” انا ما مفقود أنا حي موجود” رسالة عن المفقودين، واخري تقرأ ” لابد من هيكلة جهاز الامن” وثالثة تقول اعقدوا “المؤتمر الاقتصادي” واخرى تحذر” القماير السم الفاير: المدنية خيار الشعب”