شجع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، مصر وإثيوبيا والسودان، على التواصل إلى اتفاق بشأن سد النهضة، بناءً على “الجهود الإيجابية” للاتحاد الإفريقي في هذا الصدد.
وأوضح ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم جوتيريش، في مؤتمر صحفي بمقر المنظمة في نيويورك، يوم الإثنين (29 يونيو 2020م): “الأمين العام يرحب بنتائج الاجتماع الاسثنائي للاتحاد الإفريقي (الذي جرى الجمعة) بشأن سد النهضة”.
وأضاف دوجاريك: “يثني الأمين العام على الاتحاد الإفريقي لقيادته الجهود المبذولة لتسهيل التوصل إلى اتفاق”.
وتابع: “يشجع الأمين العام مصر وإثيوبيا والسودان على البناء على الزخم الإيجابي والتوصل إلى اتفاق مفيد لجميع الأطراف”.
وغداة اجتماع ضم كبار مسؤولي الدول الثلاث، قال الاتحاد الإفريقي، في بيان السبت، إنه تم حل أكثر من 90 في المئة من قضايا المفاوضات الثلاثية بشأن سد النهضة، وهناك لجنة تعمل على حل القضايا العالقة، للوصول إلى اتفاق خلال أسبوعين.
وعقد مجلس الأمن الدولي، يوم أمس الإثنين، جلسة خاصة لبحث الخلاف بين مصر وإثيوبيا والسودان حول سد النهضة.
وتعثرت المفاوضات بين هذه الدول الثلاث، على مدار السنوات الماضية، وسط اتهامات متبادلة بين القاهرة وأديس أبابا بالتعنت والرغبة بفرض حلول غير واقعية
واجتمع مجلس الأمن الدولي يوم الاثنين بطلب من مصر، لمناقشة ملف “سد النهضة” الذي شهد في الفترة الأخيرة مدا وجزرا بين مصر والسودان وإثيوبيا من أجل الوصول لاتفاق نهائي يرضي كل الأطراف.
وخلال الجلسة، طرح كل طرف نظرته للقضية، والمشاكل التي تعتريها والعوائق التي يجب
وأكدت القاهرة على لسان وزير خارجيتها سامح شكري أن القضية اليوم ترتبط “بأمر جلل” بالنسبة للشعب المصري، وأن سد النهضة الإثيوبي “خطر وجودي يهدد المصدر الوحيد لحياة أكثر من 100 مليون مصري”.
وشدد شكري على أن المشروع الضخم الذي شيدته إثيوبيا على النيل الأزرق، يمكن أن يعرض أمن وبقاء أمة بأسرها للخطر بتهديده لمصدر الحياة الوحيد لها.
وجدد رفض مصر ملء وتشغيل السد بشكل أحادي دون التوصل لاتفاق يتضمن الإجراءات الضرورية لحماية المجتمعات في دولتي المصب، ويمنع إلحاق ضرر جسيم بحقوقهم، حيث أكد وزير الخارجية على أن ذلك سيزيد من التوتر ويمكن أن يثير الأزمات والصراعات التي تهدد الاستقرار في منطقة مضطربة بالفعل.
كما انتقد شكري اتهامات ممثل إثيوبيا بمجلس الأمن لمصر، قائلا إن “القاهرة لم توجه أي اتهام لأي دولة، ولكن ممثل إثيوبيا بمجلس الأمن أطلق الاتهامات مباشرة إلى مصر والتي تعد تدخلا”.
وبين أن انعقاد جلسة مجلس الأمن اليوم خطوة إيجابية، تعكس التزام أعضاء المجلس باضطلاع هذا الجهاز الرئيسي في الأمم المتحدة بمسؤولياته على النحو المنصوص عليه في ميثاق المنظمة.
من جهته، قال مندوب السودان في الأمم المتحدة، إن بلاده تؤمن بأن المسار الإفريقي يمكن أن يدفع جهود الدول الثلاث بشأن التوصل لاتفاق بخصوص سد النهضة.
وأضاف في كلمته أمام مجلس الأمن الدولي أن الخرطوم تؤمن بأن التوصل إلى اتفاق قبل ملء سد النهضة ضروري جدا لتجنب الإضرار بالملايين من الناس.
وشدد السودان على أن موقفهم بشأن سد النهضة يستند على مبدأ عدم الإضرار بالآخرين.
أما بالنسبة لأثيوبيا التي شيدت السد والتي قالت إنه يصب في خانة تحقيق الأهداف التنموية للشعب الإثيوبي، فقد دعا مندوبها بمجلس الأمن إلى عدم وضع عراقيل أمام مفاوضات “سد النهضة”.
ولفت المندوب الأثيوبي إلى أنه لم يكن هناك عدالة في مشاركة مياه نهر النيل على الرغم من وجود ندرة للمياه تعاني منها في إفريقيا، مشددا على أن لدى بلاده الحق في الاحتفاظ بالمياه والاستفادة منها.
وأكد أن إثيوبيا على يقين من مدى حاجة مصر والسودان لمياه نهر النيل وكذلك هناك حاجة إثيوبيا من المياه، مضيفا: “وبالتالي يجب أن تكون هناك مباحثات عادلة بين الأطراف الثلاثة وألا يكون هناك تباعد في المسافات”.
وحذر مندوب إثيوبيا لدى الأمم المتحدة، من المخاطرة بحل “أكثر صعوبة”، معلنا رفضه إحالة ملف أزمة سد النهضة إلى مجلس الأمن الدولي.