مدامِعٌ حسبتُها تجمّدتْ في المحاجر، ولكنّني اعتصرتُها اليومَ فغالبتني وذرَفت بشُحٍّ وعلى حياءٍ لتُعزّيني وتُعزّيكم في رحيل شقيقي الأستاذ المُربّي المأمون سيد أحمد الغول ، يرحمه الله ويطيّب ثراه، ويجعل الفردوس مستقرّه ومأواه. ويجعل البركة في عقبه، وفيكم ..
انتَقــــاك العليــــمُ بالأخيـــــارِ .. لِجُـــوارٍ ويـا لـهُ مِن جُــوارِ
توأمَ العِفّـةِ والتّواضُـعِ والزُّهْـدِ .. يا آخِــر الأنقيـاءِ والأطهـارِ
مُعَلِّــمَ الخيرِ كُنتَ خير مُـــربيٍ .. وما نلتَ ما تستَحِقُّ من اكبَـارِ
لا ولــم تَســـعَ للشّـــُهرةِ كَــلا .. ولـــم تَــدَّعِ بغـــيرِ اقـتِــدارِ
حَظُّــنا مِنــكَ كُـربَـــةٌ أنقَصـَتْهُ .. بيننـا حـالَـتْ وبيـنَ الدِّيـــارِ
حـرَمتنـــي تلاقيــــاً تَمـــنّيتُـهُ .. وحَسِـــبتُـهُ ســـــيُبرِدُ نـاري
قــد تأخّـــــرتُ عنــكَ ولكِـنْ .. كانَ جَبراً ولم يكُن باختِياري
ماحبسَني عنكَ قد حبَسَ الكَونَ .. فأضحى وبـاتَ في احصــارِ
كانَ عَشَمي أنْ ألتَقيـكَ مُعـافىً .. كنتُ أستَعطِفُ اللّطيفَ الباري
فتَعجّلــتَ وكالنّســــيمِ عَبـــَرتَ .. لِمقـــــامٍ أُعِـــدَّ للأبـــــرارِ
بجِنــــانٍ ظلالُــــها وارِفــــاتٌ .. ذاتِ دُوحٍ يانِعــاتِ الثِّمــارِ
دَعــــواتي بـأنْ تحُـــلَّ شَـــهيداً .. بالذي قد مُسِسْتَ مِن أضرارِ
فاحتَسَــبتَها وكُنـتَ صَبــــوراً .. وقنوعـــاً بِحِكمـــةِ الأقـــدارِ
عِشتَ مَأموناً مُسامِحاً مُطمَئِناً .. فامضِ آمِناً إلى رفيعِ الجُوارِ
……
يرحمك الله