أصدر تجمع المهنيين السودانيين اليوم بياناً حيا فيه المواكب المليونية، التي عمت جميع أنحاء السودان إحياء لذكرى 30 يونيو الظافر.
وقال التجمع في بيانه للثوار: “ها أنتم مرة أخرى تكتبون مطالبكم بخط واضح على صفحة السماء، وتؤكد مواكبكم اليوم أنّ روح الثورة فيكم حيّة باقية وأنّ على التاريخ أن يُكتب كما تُملون.
مثلما برهنت مواكب الثلاثين من يونيو في العام الماضي أنّ شعبنا قد تحرر من الخوف، جددت مواكب اليوم الدرس؛ بأنّ هذا الشعب لن يستكين أو يرضى بالضيم، وأنّه، وقد أدرك قدرته وتحقق من قوّته، لن يعود دون حقوقه كاملة. ماردٌ أُطلق من قمقمه، رأسه في السماء وأرجله راسخة في التراب”.
ووجه التجمع حديثه للحكومة الانتقالية: “على السلطة الانتقالية أن تقف في الجانب الصحيح، جانب شعبها وتطلعاته، وتتخذ القرارات والخطوات اللازمة، دون تردد أو تسويف، تجاه تصفية النظام المباد ومحاسبته عن جرائمه، والقصاص للشهداء منذ 89 وإلى مجزرة فض الاعتصام وما تبعها، فلا يفلت مجرمٌ كائنًا من كان.
على السلطة الانتقالية فرض مدنية الحكم بانتزاع كامل الحقوق، ووضع يد الدولة ممثلة في وزارة المالية على كل موارد وأصول البلاد وحسن إدارتها، دون وجل، مستندة إلى حماية وإرادة هذا الشعب الذي لن يُحكم، ثانيةً، غصبًا أو بانقلاب. يشمل ذلك، التصدي للأزمة المعيشية، ووضع السياسات الرامية لتشجيع الإنتاج وتعزيز الميزات النسبية للبلاد”.
ونوه بأن السلطة المدنية وشركاؤها من حركات الكفاح المسلح في محادثات السلام مطالبون بالاسراع لتحقيق تطلعات شعبنا في السلام العادل الشامل و العيش بأمان، وفي مواطنة كريمة ينعم بحقوقها الجميع، وأن يتعجلوا إنهاء معاناة أهلنا في معسكرات الإيواء والنزوح وشقوق الجبال، سلام المواطنة الحقة والمساواة في الفرص وأمام القانون لكل السودانيات والسودانيين.
وطالب باستكمال هياكل السلطة على الفور بالالية التي تضمن تعبيرها عن مكونات المجتمع المختلفة والتى تحقق اقصي قدر من التوافق و الرضا، مؤكداً أنه بدون مجلس تشريعي يعبر عن قوى الثورة والتغيير، بما فيها لجان المقاومة والكيانات المطلبية، سيستمر غياب الرقابة الشعبية علي الاداء وسلطة التشريع مما يساهم في تكريس السلطات ، أما ملف الولاة فيجب حسمه دون تأخير، ثورة ديسمبر انطلقت من الأقاليم، ويجب أن يحصد ثمرتها من قدحوا شرارتها، فمن التنكُّر تركهم إلى اليوم في قبضة أزلام الإنقاذ.
وختم التجمع “لقد أصبح الثلاثين من يونيو أخيرًا، ونكايةً في نظام الإنقاذ، يوم عيد وطني، وريمونتادا شعبية ملحمية تكررت مرتين، فمحت علقم هذه الذكرى التي كانت تلطخ وجدان شعبنا لثلاثين عام، وكسرت صلف من ظنوا أن الطاقات الثورية الدافقة يمكن حبسها بدموية فض الاعتصام، لقد كتب شعبنا الدرس، وعلى الطغاة أن يقرأوه؛ أما شهداؤنا فقد طمأنهم الشعب اليوم أن ما زال الحافر في رمل الدربِ على الحافر، وأننا، كلما نبذر على أرضك شهيد يطلع شمس يبهر بأنواره السماء”.