رغم تحفظي على مسيرات الثلاثين من يونيو عطفا على جائحة كورونا وخوفا على صحة الجميع .. الا ان الشعب السوداني وخاصة شبابه قد نجحوا وبدرجة الامتياز في تسطير صفحة جديدة من صفحات ثورتنا المجيدة وكتبوا بأحرف من نور ملحمة اخرى ستبقى خالدة في كتب نضالات الشعوب .
وتيقنت ان الشعب السوداني اصبح معلما لكل شعوب العالم يعطي العالم كل العالم درسا تلو الاخر .. كيف لهذا الشعب والذي يعاني من شظف العيش وسوء احواله المعيشية وتردد قادته السياسيين في اتخاذ القرارات الكبيرة والمصيرية كيف له ان ينتصر بل يصر على الانتصار .
كم كان صادقا راحلنا الكبير محجوب شريف عندما كتب وكم كان رائعا فنانا الكبير وردي عندما غنى ( في حضرة جلالك يطيب الجلوس ..مهذب امامك يكون الكلام ) .
الٱن أطمئنت قلوبنا ان ثورة ديسمبر لم ولن تنطفيء جزوتها وانها حية في قلوب شباب الثورة وستظل كذلك رغم كيد الاعداء والمتربصين وستبلغ غاياتها باذن الله ثم باذن وقوة ونضال شباب لجان المقاومة .
راقبت امس وعن قرب مواكب شارع الستين بالخرطوم ورغم الالاف من الامواج البشرية الا انني كنت اراقب الادوار العظيمة التي كانت تقوم به لجان المقاومة من منع حرق الاطارات وفتح الشوارع ومنع اي هتافات لا تليق وتأمين المواكب .. لوحة جمالية قل ان تجد مثيلها في اي دولة في العالم .
والسؤال البديهي لدكتور حمدوك … ماذا تنتظر يا حمدوك ( وانت عايز ايه اكتر من كدة ) ؟؟ لم يجد اي رئيس عسكري او مدني في تاريخ السودان الحديث ما وجدته من مساندة شعبية منقطعة النظير .. ماذا تنتظر يا حمدوك ؟ قل لي بربك ماذا تنتظر ؟
تنسيقيات لجان المقاومة سلمتك مذكرة عبارة عن برنامج عمل واضح وخطوات مطلوب تنفيذها لتصحيح مسار الثورة . على الحكومة ان تلبى هذه المطالب دون تلكوء او ( جرجرة) اما ان تكونوا في قامة هذه الثورة العظيمة وتلبوا طلبات ثوارها او تنحوا عن مقاعدكم فالثورة ستلد حكومة جديدة تلبي الطموح اذا تقاعستم عن تنفيذ المطالب .
شباب الثورة ملوا من كثرة الكلام والوعود التي لا تنفذ … حمدوك وحكومته الان امام اختبار حقيقي . اما ان تبقوا اهلا لهذه المسؤولية وتشرعوا فورا وبدون تأخير في تتفيذ مطالب الثوار والا فان الثوار سيكون لهم رأي اخر .
ثوار ديسمبر منحوا حكومتهم فرصة اخرى جديدة لتصحيح المسار واصلاح الاعوجاج وازالة التشوهات وسلموا مذكرتهم الشاملة بكل المطالب وهم يعلمون علم اليقين ان هذه المطالب لن تنفذ في يوم واحد ولكنهم ايضا يعلمون ان ترتيب الاولويات وتحديد المدى الزمني لتنفيذ المطالب يجب ان يتم فورا .
المواكب نجحت وبكل المقاييس في توصيل الرسالة .. واذا كان من نقطة ضعف في هذا المواكب فهي ظهور دكتور أكرم في المواكب ورغم التبريرات التي قدمت لشرح سبب ظهوره .. شخصيا لم اقتنع بهذه التبريرات .
ورغم دفاعي المستميت عن دكتور أكرم وزير الصحة في كثير من المواقف الا اننا فشلنا هذه المرة في الدفاع عنه وتصرفه الغريب ولا نريد ان نقول غير المسؤول .
المجد والخلود لشهداء ثورة ديسمبر العظيمة