تجري أحداث رواية “7 غرباء في المدينة” التي كتبها أحمد الملك، وصدرت عن دار أوراق للنشر والتوزيع بالجيزة عام2014م إبان حكم الإنقاذ المقبور، لوحة الغلاف للفنان كمال هاشم والتصميم والإخراج الفني للفنان أيمن رياض.
بطل الرواية الرقيب عبدالحي، وكانت مهمته حراسة “المتمردين” الذين يتم القبض عليهم وحبسهم لحين تنفيذ حكم الإعدام رمياً بالرصاص.
ذات يوم حمل الرقيب عبدالحي جركانة العرقي، وجلس أمام أحد المحبوسين المقرر إعدامه فجر اليوم التالي، ودخل معه في ونسة طويلة، وشاركه شرب العرقي، لكنه شرب أكثر وأخذته غفوة انتهزها المحبوس فرصة، وسرق المفتاح من جيب الرقيب عبد الحي وهرب.
نخرج مع عبدالحي من الحراسة، وهو مهموم بالطريقة التي يتخارج بها من قضية المحبوس الهارب فهداه تفكيره للجوء إلى “الإنداية”حيث تباع الخمر البلدية في انتظار خروج أحد المخمورين لحمله للحراسة، وحبسة مكان الهارب.
لن أدخل بكم في دهاليز أجواء الإنداية التي كان يرتادها الرقيب عبدالحي رغم ما بها من مواقف طريفة وحكايات لاتخلو من مشاهد درامية خاصة بين ست الإنداية النسيم والعاملات معها، وهن يتنافسن على أحد الزبائن.
بائعة الخمر النسيم كانت تمازج الرقيب عبدالحي قائلة:”إذا كانت الحكومة تريد أن تغيب عن الوعي فماذا يفعل المواطن المغلوب على أمره”، وقتها كان الرقيب عبدالحي يتساءل عن الغرباء السبعة الذي قرر فيما بعد أن يختار أحدهم لينفذ حكم الإعدام عليه بدلاًً عن الهارب.
بعد انتظار طال حتى قرب شروق الشمس عثر الرقيب عبدالحي على أحدهم، وهو ملقى على الأرض في شبه غيبوبة فحمله على كتفه، وساقه للحراسة، ووضعه في الحبس لتنفيذ حكم الإعدام عليه.
في صباح اليوم التالي وقبل أن يفيق المخمور جاء الجنود وحملوه إلى العربة لتنفيذ حكم الإعدام عليه، لم تمض سوى دقائق حتى سمع الرقيب عبدالحي زخات الرصاص وبعده صوت محرك العربة وهي تبتعد.
حين بدأ الليل يرخي سدوله أخرج الرقيب عبدالحي باقي جركانة الخمر، وتجاهل صوت رنين الهاتف … كان جالساً طوال الليل يشرب العرقي ويبكي بدموع غزيرة….