في لقاء جمعية الصحفيين السودانيين.. وجدي كامل لـ”مواجهة”: “الانتقالية” قتلت الثقافة والإعلام القديم مستمر
05 يوليو 2020
لا توجد تعليقات
التعددية الثقافية كلمة السر في السودان، ومجلس أعلى للثقافة بدلاً من الوزارة
وزارة الإعلام.. تغيير الروساء والمديرين مثل تغطية الأصلع رأسه بقبعة
معيار المواطنة فى السودان ارتبط فى السابق بفصاحة اللغة العربية
علينا تحويل دور السينما إلى مولات تحتضن قاعات عرض
في لقاء جمعية الصحفيين السودانيين.. وجدي كامل لـ”مواجهة”: “الانتقالية” قتلت الثقافة وتغيير المديرين في الإعلام كلبس الأصلع “قبعة”
استضافت جمعية الصحفيين السودانيين في المملكة العربية
السعودية مساء اليوم السبت (4 يوليو 2020م) عبر تقنية الفيديو “زووم”، الإعلامي
والسينمائي والباحث الأكاديمي د.وجدي كامل خلال برنامج “مواجهة”، الذي أطلقته
الجمعية منصة للحوار والتثاقف بين المختصين في المجالات المختلفة، مع تركيز في
القضايا الثقافية والإعلامية.
وتناول كامل الشأنين الثقافي والإعلامي بشكل مستفيض في
الحوار الذي أداره الزميل سميح جمال، وقال: “إن الحكومة الانتقالية قتلت
الثقافة، بإهمالها لها خلال الشهور الماضية”، ودلل على ذلك بعدم وجود أي عمل
ملموس من شأنه الإسهام في التنمية الثقافية التي تتطلبها المرحلة، بعد ثورة عظيمة
شهد لها العالم.
وأوضح أنه كان يفضل إنشاء مجلس أعلى للثقافة بدلاً من
وزارة اختلطت فيها الثقافة بالإعلام، مما يعني عدم الخروج من ثوب الإنقاذ البالي.
ونوه كامل بأهمية تكوين هيئة لإدارة التنوع الثقافي،
مشيراً إلى حاجتها إلى مختصين في علم الاجتماع، مؤكداً وجود سودانيين مؤهلين في
هذا الميدان، ولديهم شهادات عليا، واستهجن أن يتوجه خريجو التخصصات الاجتماعية
للعمل في مهن ووظائف هامشية، بينما البلد في حاجة إلى جهدهم لصياغة المشهد
الاجتماعي والثقافي، المرتبط بالهوية.
وأكد كامل أن التعددية الثقافية هي كلمة السر في
السودان، موضحاً أنه تقدم بمقترح لقوى الحرية والتغيير بإنشاء مجلس أعلى للثقافة،
حتى تخرج الثقافة من عباءة الدولة، وتوجيه السلطة لها، كما فعل نظام الإنقاذ، وكل
الديكتاتوريات في العالم الثالث.
وقال وجدي كامل: “إن الثورة اندلعت ثور ضد
التمييز، ولرفض أحادية الثقافة”، مشيراً إلى أن معيار المواطنة في السودان
ارتبط في السابق بفصاحة اللغة العربية، وأن الإنقاذ عمل على التحريض بين الثقافات
السودانية، حتى أصبح اللون محل تهمة، وساق مثالاً على ذلك، وهو وليم اندرية الذي
قتل في عهد نميري لظن عسكري أنه غير سوداني بينما هو سوداني أصيل، وكان من أبرع
فناني الجاز ( التحرير: مات قبل تخرجه، ومنحه معهد الموسيقى والمسرح شهادة التخرج
بعد وفاته، وكان وليم أحد نجوم كرة السلة).
وطالب كامل الحكومة الانتقالية بإقامة متحف خاص باسم
“متحف الثورة”، ليضم كل الفنون التي صاحبت الثورة من أغان وأناشيد وفنون تشكيلية
وغيرها، بل السماح للشباب ليعيدوا الرسوم التي جرى محوها، حتى تزيّن العاصمة
وولايات السودان.
وأوضح أن الديمقراطية مفهوم، وليس حواراً فحسب، وأن
الأحزاب السودانية تعاني أزمة حقيقية في داخل مؤسساتها، وقال: “عندنا عموماً
في مشكلة حقيقية في قبول الرأي الآخر”.
وعن المشهد الإعلامي بعد الثورة، قال كامل: “الآن
الإعلام القديم بمفاهيمه موجود داخل المؤسسات الإعلامية.. والثورة لم تلد بعد
مولودها الإعلامي الذي يعبر عن حال السودان، فحتى الآن الإعلام القديم يسيطر على
المشهد، وحتى الآن تغيب عن القنوات شخصية الثورة المميزة”.
وأضاف: “تعيين رؤساء ومديرين للأجهزة الإعلامية
لا يعني شيئاً.. لابد من جيش إعلامي للثورة، يؤمن بها، ويسهم في التغيير المأمول”.
وقال ساخراً: “لبس الطاقية أو القبعة لا تعني أن
الصلعة ما في”.
وأشار إلى وكالة السودان للأنباء (سونا)، وما حاول أن
يقوم به الزميل الأستاذ محمد عبدالحميد من تغيير، أسفر عن منصة “سونا”،
وقال: “إننا أمام أدوات قديمة، مثل سونا وتلفزيون السودان، في حين أن رواية
الحكومة لم تعد هي الوحيدة، فهناك وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت منصات
إعلامية، ولهذا لن يكون لإعلام الحكومة المصداقية المطلقة في ظل وجود منصات أخرى
منافسة”.
وانتقد الإعلامي والأكاديمي وجدي كامل غياب السياسات
والإصلاحات الإعلامية، مشيراً إلى أنه لم تحدث حتى الآن هيكلة المؤسسات الإعلامية.
وأوضح أن وجود مستشار إعلامي لرئيس مجلس الوزراء شيء
طبيعي، بل غير الطبيعي عدم وجود أداء مقنع لوزارة الإعلام، وتمنى إيجاد إستراتيجية
إعلامية، ومجلس استشاري إعلامي، مؤكداً أهميتهما في العهد الديمقراطي؛ لأنه لا
يوجد شخص مسؤول ملم بكل القضايا.
وقال: “ورثنا نظاماً مهترئاً في الإعلام؛ لذلك
غابت المهنية، والصحفي الآن دوره غير موجود أو مُغيب، لأننا ورثنا صحافة رأي،
وبعضنا يريد أن يظل الوضع كما هو، إلا أننا نرى أهمية تغييره بتغيير التعليم
الأكاديمي، والتوسع في التدريب وفق أحدث الوسائل والأساليب المتبعة في العالم”.
وعن السينما، قال: “الإنقاذ أدت دوراً كبيراً في
تجفيف دور السينما، كما أن هنالك تطورات أدت إلى اختفاء صالات العرض”.
وأوضح كامل: “الانتاج السينمائي أصبح إلكترونياً،
لذلك معظم العروض أصبحت إلكترونية، ويجب أن يتوجه السودانيون لهذه المنصات لمواكبة
هذا الفن، وبذلك نساعد في تنمية الانتاج السينمائي”، وأضاف: “ونصيحتي
لابد من دور سينما لتحقيق الفرجة، والفائدة، واسترجاع رأس المال”، مشيراً إلى
أنه يجب تحويل دور السينما الكبيرة إلى مولات تجارية تتضمن صالات عرض لجذب الجمهور.
وتساءل كامل في الختام: لماذا الخوف من تمكين
الثوريين؟ فكل ثورة لا بد لها من جيش إعلامي.