معارك صغيرة ولكنها مدمرة

لعل الجميع يلاحظ هذه المعارك اليومية التي تدور رحاها بين الساسة من مختلف التوجهات وهذه الاتهامات المتبادلة والحروب الكلامية واغتيال الشخصيات .

نظرة واحدة لما يدور في تجمع المهنيين يعطيك صورة واضحة لعمق المأساة التي نعيشها وهذا مثال واحد فقط وهناك العشرات من الصراعات من ذات الشاكلة في عدة احزاب وجماعات وتجمعات منها السياسي والمدني . هل هذه هي الديمقراطية التي كنا ننتظرها ؟؟ وهل هذه هي الحرية التي مات من أجلها شباب في مقتبل العمر ؟؟

وبعد هذه المقدمة الطويلة دعنا ندخل اكثر في عمق واحدة من هذه المعارك والتي اسميها بالتافه لنتبين الى اين يتجه بنا هؤلاء . ولنأخذ مثالا حيا من موقعة تنكر الجاز في بري . ولا داعي للدخول في تفاصيل القضية لان التفاصيل مبذولة في الاعلام ويعلم بها كل المتابعين .

فقط دعونا نتوقف قليلا في موقف السيد حاتم قطان مدير مكتب رئيس الوزراء واحد مستشاريه المقربين من قضية التنكر !! ألجمتنا الدهشة تماما من هذا التصرف الغريب والمثير من السيد قطان والذي هرول لموقعة تنكر الجاز ليكون حضورا في عملية ألقاء القبض على هذه العصابة التي كانت تعمل على تدمير اقتصاد دولتنا وبالتعاون مع دول الجوار القريب منها والبعيد كيف لا يدمرون اقتصاد الدولة وهم قد قاموا بسرقة تنكر كامل من الجاز حمولة مائة برميل مدفوع قيمته من عرق هذا الشعب !!!!!!!!

( هي دي اخرتا يا حاتم قطان !!!) . مستشار رئيس الوزراء ومدير مكتبه ترك كل المسؤوليات الكبيرة الملقاة على عاتقه ( او هكذا نفترض) ترك ملفات السلام وترك استشهاد اثنين من الشباب في موكب الثلاثين من يونيو ..وترك اعتصام نيرتتي .. وترك مقتل الصابونابي في الكدرو .. وترك صفوف الخبز .. وترك صفوف الوقود .. ترك كل هذا وراح مهرولا لضاحية بري للوقوف بنفسه في عملية ألقاء القبض على تنكر جاز !!! قلبي على وطني ..وقلبي على الثورة من هؤلاء الصغار !! وهذه التصرفات الصبيانية .

يمكن ان اعطي العذر للجان المقاومة في بري لأنهم كانوا لا يعلمون ان كل اوراق هذا التنكر سليمة ولا تشوبها اي عمليات فساد او سرقة وان الجاز هو جاز تجاري وبطريقة نظامية لا تشوبها شائبة

ولكن من اين اجد العذر لحاتم قطان الذي هرول الى هناك حتى دون ان يفهم التفاصيل .. هناك عشرات الحالات المشابهة قد حدثت وهناك عشرات التناكر تم القبض عليها وهي تحمل جاز مهرب ومدعوم وليس جاز تجاري … لماذا فقط هذه المرة أسرعت الى هناك يا حاتم قطان ؟؟؟!!! وهل لو لم يكن نجل ابراهيم الشيخ من ضمن المتهمين … هل كنت ستذهب ايضا ؟؟ وا اسفي عليكم !! يا من حملناكم أمانة الثورة وأنتم اقل قامة من اصغر متظاهر في مواكب الثورة .

هذا ما كان من أمر القطان .. فما بال المتحدث الرسمي بأسم الشرطة يصدر بيانا من صفحة كامل ويتحدث عن هذا الانجاز التاريخي لقوات الشرطة ويشرح بطولتهم في القبض على هذه العصابة الخطيرة والتي سعت لتدمير الاقتصاد ولا ينسى المتحدث الرسمي الاشارة الى متابعة حاتم القطان هذه القضية منذ بداية التخطيط لها حتى لحظة الايقاع بالعصابة !!

اين كانت بياناتكم من الاحداث الجسيمة التي مرت بنا ؟؟ اين بياناتكم عن القتل الذي حدث منذ بداية الثورة وحتى اخر الشهداء في موكب 30 يونيو ؟؟

ان السكوت على مثل هذه الافعال اعتبرها خيانة للثورة والثوار . وعلى دكتور حمدوك شخصيا وليس غيره ان يتدخل لوقف هذا العبث الذي يتم من داخل مكتبه وعليه ان يوقف هذا التنمر الذي يمارسه القطان او امجد فريد او غيرهما ضد خصومهم مستغلين وجودهم في مكتب رئيس الوزراء .

ومكتبك يا سيادة رئيس الوزراء يحتاج الى إعادة النظر فيه . الثوار طالبوا بإجراء بعض التعديلات في بعض الوزراء الذين لم يرتقوا لقامة الثورة .. ارجوك يا حمدوك أبدأ الاصلاح من داخل مكتبك هناك من هم اقل قامة من هذه الثورة داخل مكتبك .
لا تتركوا هذه التصرفات الصغيرة ان تمر هكذا دون رادع فإن معظم الحرائق من مستصغر الشرر .

أللهم احمى الوطن من الكورونا ومن موظفي مكتب حمدوك