كلما تعاظمت القضايا وتكاثفت المشاكل أمام الحكومات تتجدد عندي قناعة راسخةوهي أن الشعب السوداني اذكي من حكوماته مهما ازدحمت المواقع القيادية بأصحاب الخبرات العالمية والشهادات الرفيعة والمشهود لهم بالتميز عالميا ، ربما يكون السبب هو أن الشعب السوداني لايحتكم لمقاييس العالم وضوابطه في المعاملات اﻹقتصادية وأنشطته التجارية وحتي في سلوكه اﻹجتماعي..
نحن نختلف عن دول العالم في طريقة إدارتنا لشئوننا اﻹقتصاديةو المالية واﻹجتماعية وقد يبدو ذلك جليا لمن يتابعون ويقارنون واقعنا بمايجري في العالم من حولنا.. وليس أدل علي ذلك ان تظل وتيرة اسعار الوقود والدولار والذهب ومواد البناء ومنتجات الغذاء في تصاعد مستمر بينما العالم كل العالم يعاني من هبوط أسعارها لدرجة الكساد والبحث عن تسويقها بأسلوب البيع اﻵجل..
الحكومة اﻹنتقالية اﻵن تعيش مأذقا حرجا لتفاقم المشاكل اﻹقتصادية والسياسية ومطلوبات قضايا السلام وازدحام برنامجها بملفات خطيرة تتعلق بتنظيف الوطن من الفساد مع اﻹهتمام بمطالب الشارع التي لا تقبل التأخير ثم تعقيدات الحجر الصحي وضعف اﻹنتاج وتفاقم فوضي السوق والغلاء الفاحش ، ولن تستطيع الحكومة اﻹنتقالية مواجهة هذه اﻷمواج المتلاطمة في محيط يقترب من إغراقها في منتصف رحلتها…
ربما كان طوق نجاة الحكومة اﻹنتقالية إبتكار شعبي ذكي يقترح عليها اﻹستعانة بالوطنين من رجال اﻹعمال وفتح باب اﻹستيراد وتشجيعهم لتويد البضائع المهمة مع تخفيض الجمارك وللحكومة الخيار في تحديد سلعة او سلعتين تصاعدت اسعارهما بصورة مبالغ فيها وتجريب التفكير الشعبي في مواجهة الجشع بفتح استيراد السلعة او السلعتين المحددتين مع تخفيض جماركهما وإنتظار النتيجة الحتمية وهي انخافض السعر ولطالما حددت الحكومة ووزارتها سقفا للسعر طالما أن الحكومة تعرف حساب تكاليف وصول السلعة للمواطن مع حماية فوائد وارباح التجار.
وطق النجاة الشعبي هو أن تدرك الحكومة اﻹنتقالية أن أﻹنتصار والهزيمة ﻷي حكومة كلاهما يبدأ من السوق والسوق اﻵن قد تشكلت داخله اعاصير الغلاء الفاحش والدواء المعدوم واﻹنتاج الغائب والبطالة المفروضة صحيا..ولا سبيل لنجاح السلام ومنع سلسلة اﻹعتصامات والتفلتات وانهيار المرحلة اﻹنتقالية اﻹ التفكير بذات طريقة الشعب وإستخدام إبتكاراته للخروج من هذه المآذق والفوز بطوق النجاة علي وجه السرعة.