أحرص على حضور المناسبات الاجتماعية التي تقيمها المكونات المجتمعية السودانية في سدني، وقد سعدت بتوجيه الدعوة إلي من رابطة أبناء دارفور لحضور الاحتفال بتخريج دفعة من بنات وأبناءدارفور بسدني في عام سابق.
اتفقت مع صديق عزيز كي يحضر لي ويصحبني لحضور الاحتفال رغم معرفتي بمشاغل الناس الكثيرة هنا، لذلك حرصت على عدم إزعاجه بتذكيره بالموعد.
للأسف لم أستطع الذهاب للاحتفال لكنني علمت بتكريمهم لي في الاحتفال الذي لم أتشرف بحضوره وغبت اضطرارياً عن الحضور والمشاركة فيه.
كما ذكرت، فإن علاقاتي ممتدة مع كل المكونات المجتمعية السودانية في سدني إلا أن علاقتي بأبناء دارفور متجذرة منذ الأيام الطيبة التي عشتها في دارفور، و كنت سكرتيراً لفرقة فنون دارفور الشعبية عندما كان رئيسها الشاعر الرحل المقيم مبارك المغربي، عليه رحمة الله.
عشت في دارفور عندما كنت أعمل باحثاً اجتماعياً في سجون دارفور، وأمضيت فيها فترة خصبة من حياتي المهنية والمجتمعية عنما كان أهلها يعيشون في أمن وأمان، قبل أن تفجر سياسات الإنقاذ الصراعات والنزاعات المسلحة المصطنعة بين مكوناتهم القبلية.
لم أكن أسكن في بيوت الحكومة، إنما سكنت وسط المواطنين في “الخير خنقه”، وعشت بينهم ومعهم أجمل سنوات حياتي دون أن أُميز بين الفروق القبلية التي لم أحس بها، وكنت أكثر إطمئناناً وأماناً بها.
أكتب هذا لتأكيد محبتي وتقديري وإحترامي لأهلي وأحبابي أبناء دارفور ضمن حبي وتقديري واحترامي لكل المكونات المجتمعية السودانية هنا وفي السودان، وكي أبعث تهاني القلبية لبناتي وأبنائي الذين فاتني المشاركة في الاحتفال بتخرجهم .. متمنياً لهم دوام النجاح والتفوق والسداد في مستقبلهم، والتهاني موصولة لأسرهم هنا وفي السودان.