غريب أمر الدنيا وتقلباتها لا ادري علي وجه الدقة ايهما المتقلب الدنيا ام نفوسنا نحن؟؟؟
ذاك التفكير العجيب اعتراني بعيد صلاة الفجر وقبيل شروق الشمس وأنا اتأمل سلوك العصافير الصغيرة (الزازير) والتي تعودت علي اﻹنتظار علي أغصان شجيرة البرتقال بالجهة الغربية من سور بيتي حتي انثر لها الحبوب من القمح والذرة.
لتنزل بعدها الي اﻷرض وتلتقط تلك الحبوب بعد أن تطمئن ان لا أحد يراقبها أو يزعجها، حاولت عدة مرات أن اكون قريبا ولكنها كانت تمتنع عن النزول لتلتقط تلك الحبوب في حضوري..
لم ادع هذه الملاحظة تمر وإنما أخضعتها للتأمل والتفكير والبحث عن سبب عفة تلك العصافير الصغيرة وأمتناعها عن النزول ﻹلتقاط الحبوب أمامي.. فأكتشفت أن ذلك يعود لوضعي النفسي وليس العصافير ففهمت أن رغبتي النفسية المسبقة للاستمتاع برؤية العصافير ومتابعتها وهي تلتقط الحبوب سلوك سيئ جدا يخرج المتعة الحقيقية لمساعدة العصافير وإطعامها من سياقها الصحيح ولذتها الحقيقية..
ثم أستدركت اﻷمر وغادرت محطة العطاء القذر المعطوب لمتعة النفس الي أفق اللذة التي لاتضاهي وهي أن تقدم الخير المساعدة في الخفاء ودون ضوضاء وبلا إنتظار متعة نفسية رخيصة ثم مضت الصباحات وقد تخلصت من سلوكي السيئ ذاك حتي ولكأن العصافير قد قرأت تخلصي من الغرض والهوي النفسي وأنا انثر لها الحبوب حتي أنها لم تعد تأبه بوجودي فتنزل لتلتقط الحبوب وكأنها قد تخلصت هي اﻷخري من الحرج والخجل وأمتناعها عن التقاط الحبوب اثناء وجودي قريبا منها…
ياسبحان الله هكذا قلت لنفسي حتي هذه العصافير والطيور الهائمة تستشر المن واﻷذي وتعرف العطاء لوجه الله والعطاء طلبا للمتعة و الغرض الرخيص.
اﻵن وقد اكرمني الله بالتخلص من ذنوب العطاء القليل المثقوب
الي لذة التخلص من بعض العيوب ولقد ادهشني القرآن الكريم وقد كان سباقا في التوجيه بل ورصد عظمة ورفعة اؤلئك الذين اعانهم الله وأكرمهم بالتخلص من عيوب المن واﻷذي وأنتظار العائد النفسي او المادي لما يقدمون من أعمال وينفقون من مال للضعفاء من الناس والكائنات. فاﻵيات القرانية التي تمجد العطاء النظيف وتبشر عشاقه طلبا لرضا الله كثيرة ويكفي فقط ان نقرأ آية واحدة جاءت في سورة البقرة (مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله كمثل حبة انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مأئة حبة والله يضاعف لمن يشاء) الاية 261 البقرة.