أكرم كان يتغيب عن العمل، ولا يحضر اجتماعات مهمة فى وزارة الصحة رغم وجود أشياء مهمة تتطلب حضوره، وكان يقول إنه مريض يعانى من آلام الغضروف، ولو فى حاجة يتصلوا عليو، ولمن يتصلوا عليه بلقوا الموبايل قافل لعدة أيام، ولا يحضر إلا دقائق كل أسبوع .
لا يسمح لاي شخص بمناقشته فى أي إجراء أو أي قرار أو أبسط حاجة، وكان دائما ما يقول انا الوزير العايز يسمع كلامى يسمعوا، والما عايز الباب يفوت جمل.
وما كان في أي خطة عمل فى الوزارة، ولا أي رؤية، والقرار فردى بحت، وبعد كل ذلك فهو غير موجود.
عندما طلب حمدوك من كل الوزراء تقديم استقالاتهم، ولم يكن أحد يعرف إن كان سيبقى أم يخرج، رفض أكرم تقديم استقالته رفضاً كاملاً، فكان لا بد من الإقالة لحفظ هيبة المجلس، وحماية اصول وتقاليد العمل التنفيذى!
كما أن هنالك لجنتنين لتقييم الأداء كتبتا تقريراً مطولاً عن كل وزير على حدة، وأوصت الاثنتان بإبعاده، ووافقت على الأبعاد كل الجهات بما فى ذلك التى رشحته للوظيفة، وأقرب المقربين إليه.
أكرم للأسف اعتمد على بدايته الجيدة، وبدلاً من استغلال ذلك، والتأييد المبكر الذى حظى به لتقديم برنامج عمل واضح يعتمد على رؤية واضحة ويستصحب تجارب آراء الآخرين، أصابه الغرور الشديد، فكان الفشل الذريع فى معالجة كثير من القضايا المهمة والخطيرة!
يكفى افتقاد البلاد اليوم لأبسط أنواع الأدوية مثل دواء الملاريا، وأبسط الخدمات الطبية، وعلى راسها خدمات الطوارئ، كما أنه كان يسعى فى كل الملفات بما فى ذلك ملف الكورونا أن ينفذ إرادته على الجميع من منازلهم بدون أن يستمع لوجهة نظر أحد، مدفوعاً بهتافات المريدين والمعجبين التى كانت السبب الرئيس فى فشله وإقالته.
كثيرون نصحوه منهم اساتذة أجلاء له أن ينتبه الى عمله، ويترك الهتافات وراءه، ولكنه فضل الاستماع الى الهتافات، فكان من الطبيعى أن يسقط !
.