وداعا الكوكب الدُري

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على النبى الكريم

فقد الاحبة شعوره متعب وقاسي*
والله يخفف علينا ما بخافينا*

اليوم فُجعنا برحيل كوكب دُري عن سماء السودان الحزينة ، وسماء الانصارية الغائمة بدموع الأحبة ، فقدنا أم حنون رؤوم ، تجلت فيها كل معانى الإنسانية والعلم والعطاء ، الوفاء ، الرشد ، الهدوء والسكينة .

اليوم جمعتنا ، جمعة الحزن التى فقدنا فيها كوكب دُرى اخترق برحمة من الله الزمن الجميل الذى غاب عن عالمنا واصبحنا نسمع عنه فقط لينشر الجمال بكل معانيه ، فكانت جمال الخلق والخُلق و الطيبة ، الرقة و البشاشة والرقى .

أمى انعام شيخة نورانية جليلة و انصارية نقية غيورة ، مهمومة بالقضايا الكبرى للأمة ، بالعلم ، بالمرأة التى أن صلُحت صلح كل المجتمع ، بالكيان الانصاري ، بالوفاء لجيل التضحيات والبطولات والأمجاد رجال ونساء المهدية المباركة الذين تخرجوا من ذات المدرسة التى خرجت للعالم اجمع ساداتنا الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين ، و ارتوا من ذات النبع الصافي الذى ارتوا منه ، فقد كانت أمنا الجليلة حلقة الوصل لربط هذا الفلاح والفوز بالحاضر الذى يغلب اتراحه على افراحه وايصالها فى نهج رشيد نوراني لربط الاجيال ببعضها البعض ولشحذ الهمم للتغلب على الصعاب وخوض التحدى وبلوغ الغاية الكبرى ، كما فعل اجدادهم وأبائهم بعزم وإصرار وشجاعة ، فقد سارت على خُطى سيداتنا امهاتنا بنات الإمام المهدى عليهم السلام وهن ينشرن العلم والارث المجيد فى اتباع مسيرة سيداتنا امهات المؤمنين و حفيداته رضى الله عنهم أجمعين .

كم تعجلتى الفراق وكأن شوقك قد غلبك للقاء الأحبة فى جنان الرحمن ، ونحن لم نرتوى بعد من فيض انوارك وغزير علمك، وعزائنا الوحيد أن أنفاسك الطاهرة تُحيطنا ، ومداد يراعك وفيضه النوراني ومعرفتك ستظل تُنير قلوبنا وعقولنا .

اللهم برحمتك افتح لها فى قبرها باب تهب منه نسائم الجنة ولا يسد أبدا ، اللهم اغفر لها وأعف عنها وارحمها فانت القائل
“ويعفو عن كثير” وهى الفقيرة الى رحمتك وانت الغنى عن عذابها ،

اللهم برحمتك انزل علينا صبرك الجميل ، فإن الفقد عظيم والمصاب جلل والألم والحزن فوق الطاقة والاحتمال ، ولا نقول إلا ما يرضى ربنا ،

إن العين لتدمع وأن القلب ليحزن وإنا يا امى انعام لفراقك لمحزونون ،

ولله ما اعطى ولله ما أخذ
و الحمدلله على كل حال .

الجمعة ١٠ يوليو ٢٠٢٠