كاذب من ينفي أن انتصار أي حكومة أو هزيمتها يبدا من السوق ومعاش الناس..
والحكومات الفاشلة دائما تشغلها المحاصصات والترضيات والمجاملات ويعجل بزوالها غياب ثوريتها في حسم فوضي اﻷسواق وجشع التجار .
الحكومات قصيرة اﻷجل وسريعة اﻹنهيار يتجاهل رئيس وزرائها ووزير تجارتها وصناعتها ووزير ماليتها اهمية المتابعة اليومية والذهاب الي حيث مصادر المنتجات ويقف علي تكاليف واﻷسعار الحقيقية من عند المنتجيين والموردين ويعالج كل مايتسبب في عوائق انسيابها الي اﻷسواق لتصل للمواطن المستهلك بكل سهولة ويسر ثم يتابع اﻷسعار داخل اﻷسواق ومن ثم يتخد القرارات الحاسمة التي تمنع الفوضي وتحسم تلاعب الجشعين وتنهي معاناة الناس…
الحكومة الناجحة ليست تلك التي تغامر بتحسين المرتبات وزيادتها للعاملين وإنما الحكومة الناجحة تلك التي تضبط اﻷسواق وتسهل علي الناس الحصول علي الخدمات اواﻹحتياجات بأسعار مناسبة مع دخلهم ومرتباتهم.
الحكومة اﻹنتقالية بمجلسيها عاجزة تماما أمام فوضي اﻷسواق وغائبة عن معركة اﻷسعار داخل اﻷسواق ربما لغفلتها وجهلها بأن فرض هيبتها ومعالجة قضايا السوق ومواجهة جشع بعض التجار هي المهمة اﻷساسية التي تكتب لها الحياة واﻹستمرار إذا انتبهت الي معركتها المقدسة من أجل اﻹنتصار والنجاح يبدأ بفرض هيبتها ووجودها داخل اﻷسواق وجرأتها في حسم الفوضي هناك.
من يخبر البرهان وحمدوك وحميدتي ومدني عباس مدني (التجارة والصناعة)
وهبة (المالية)بإن غياب سلطاتكم كدولة داخل اﻷسواق والمصانع ومواقع اﻹنتاج واﻹستهلاك وبيع السلع هو الثغرة الخطيرة التي تؤتي منها الثورة وتتسلل عبرها الهزيمة النكراء للتحول الديمقراطي المنتظر.
وقبل أن يهزمكم السوق وأسعاره الجنونية عليكم وعلي وجه السرعة مغادرة مكاتبكم والتحرك للوقوف وعلي أرض الواقع لمعرفة أسباب هذا الغلاء الفاحش الغير مبرر علي اﻹطلاق
الوقوف علي المشاكل وحسم الفوضي بوجود الكيانات والجهات الممثلة لقطاعات التجارة والصناعة والنقل واتحادات الموردين والمصدرين وغيرها من جهات ذات صلة وكل الوزارت لتفكيك شبكات الفاسدين وأعداء الوطن الحقيقين مع إستصحاب القرارات والعقوبات الحاسمة تجاه كل من يتضح أنه وراء هذه الفوضي الضاربة داخل اﻷسواق.
إعداء الوطن هم اؤلئك الذين أدمنوا الجشع واﻹستمتاع بتعذيب المواطن وإذلال الناس يوميا هم من يتلاعبون بقوت الناس ويمتنعون عن اﻹستجابة للتغيير ويعتقدون بأنهم اقوي من أي حكومة وأنهم فوق أي ثورة حتي ولو كانت ثورتكم التي أدهشت العالم ﻷن الواقع يقول أن دولة الجشع هي التي تدير البلاد وليس الحكومة اﻹنتقالية .