اصبح واضحا للعيان الا لمن كان في عينيه رمد ان الحركات الدارفورية المسلحة لا تمثل الا نفسها وانا اصر على تسميتها بالحركات المسلحة ولن اعطيها شرف لقب حركات الكفاح المسلح لأنها لو كانت كذلك بالفعل لوضعت السلاح ارضا يوم 11 ابريل من العام الماضي ولجاءت وانخرطت مع كل مكونات ثورة ديسمبر في بناء السودان الجديد وبدون اي مفاوضات او محاصصات .
ففي الوقت الذي يتواجد فيه معظم قادة هذه الحركات في الخرطوم لاكمال اتفاقيات السلام ( حسب زعمهم) هاهي عدد من مدن دارفور تعتصم في نيرتتي وكتم وكبكابية ضاربين عرض الحائط بكل بنود الاتفاقية والتي من المفترض ان تعطي ولايات دارفور نسبة مقدرة جدا من الثروة والسلطة والامتيازات الاخرى ..
اذن بماذا نسمي ما يجري من مطالبات في هذه الاعتصامات ؟؟ هل هو عدم اعتراف مسبق بهذه الاتفاقية أم هو توجس ان الحكومة المركزية في الخرطوم لن تطبق بنود اي إتفاقيات أم هو اصلا عدم اعتراف بان الحركات المسلحة اصلا ليس لها اي ارضية في ولايات دارفور وانها لا تمثل الا قادتها ومقاتليها .
ودعنا نسأل بكل وضوح .. ماهو موقف الحركات المسلحة من هذه الاعتصامات وبعض التفلتات الامنية مثلما حدث في كتم في الوقت الذي يؤكد فيه الجميع بمن فيهم قادة هذه الحركات ان توقيع الاتفاقية اصبح قاب قوسين او ادنى من ذلك . ولماذا لم يسافر قادة هذه الحركات الى نيرتتي ومخاطبة المعتصمين اذا كانوا واثقين انهم يمتلكون مؤيدين لهم هناك كما فعلت الحكومة الانتقالية وارسلت وفدا عالى المستوى لمخاطبة المعتصمين وتلبية جزء من مطالبهم .
المنطق يقول ان قادة الحركات المسلحة كان من المفترض وجودهم هناك وتبشيرهم بالاتفاقية والوقوف مع جماهيرهم على ارض الاعتصام . ولكن ذلك لم يحدث ولا تفسير لذلك الا كونهم يعلمون جيدا وكما ذكرت آنفا انهم لا يمثلون الا أنفسهم .
التسريبات تقول ان الحركات المسلحة تم منحها 4 وزراء و3 اعضاء في المجلس السيادي . ومن حقنا ان نسأل .. من هم الذين ستأتي بهم هذه الحركات لشغل هذه المناصب ؟؟ هل هو مناوي الذي كان مساعدا اول للبشير ام عقار الذي كان وزير للاستثمار في عهد الانقاذ ام عرمان الذي كان ينافس البشير في انتخابات الرئاسة . ام جبريل الذي يرأس الجناح العسكري للمؤتمر الشعبي الذي كان في سدة الحكم حتى لحظة سقوط البشير وغيرهم وغيرهم من قادة هذه الحركات التي تبحث عن السلطة .
واذا كان هناك من استثناء فهو عبد الواحد نور الذي لم يشارك قط مع سلطة الانقاذ في اي مرحلة من مراحلها ومهما اختلفنا معه فهو يستحق التقدير لثباته على المبدأ .واستثني ايضا الحلو الذي خاض انتخابات حرة ضد احمد هارون وفاز بها لو لا التزوير الذي اطاح به .
عدا عبد الواحد والحلو لا استثني احدا من قادة هذه الحركات وانهم لا يبحثون الا عن المناصب والسلطة مهما تدثروا بثياب النضال والكفاح المزعوم .
غدا ستوقع اتفاقية السلام وغدا ستعتلون مناصبكم وسنرى ماذا ستفعلون وان غدا لناظره لقريب .