رغم الضجة السياسية والدينية التي أثارها في مقال له في صحيفة (هآرتس)، واتهامات له بأنه معاد للسامية، أعلن الصحافي والكاتب الإسرائيلي يوسي كلاين أنه لن يعتذر عما ورد في المقال من آراء.
وهاجمت قيادات إسرائيلية في الائتلاف الحكومي وحتى بعض أطياف المعارضة، صحيفة (هآرتس) وطالبتها بالاعتذار، كما وجه وزير الدفاع الاسرائيلي دعوة لمقاطعة الصحيفة، عن المقال الذي كتبه كلاين يوم الأربعاء.
وجاء في مقال كلاين “إن الصهيونية الدينية أخطر من حزب الله.. المتدينون القوميون خطرون، وأكثر خطرا من حزب الله، وأكثر من السائقين الذين يدهسون، وأكثر من الطفلات اللواتي يحملن المقصات، هؤلاء العرب مسموح تحييدهم، ولكن المتدينين ممنوع”.
واضاف: “فهم يريدون السيطرة على الدولة وتنظيفها من العرب، إذا واجهتم بهذا السؤال سوف ينفون، لا تصدقوهم ولا تثقوا بنفيهم”.
وفي تصريح له للمرة الأولى ردا على مطالبته بالاعتذار، قال كلاين في مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي، اليوم الخميس، انه لا ينوي الاعتذار عن آرائه في المقال، وقال:” بمجرد ان يقوم شخص بدعوتك بأنك معاد للسامية، وبمجرد استخدام هذا التعريف فإن المقال يتحول الى مقال معاد للسامية، لذلك لا يوجد أي شيء بالنسبة لي للتحدث معه.
نتانياهو وريفلين
وكان رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو طالب صحيفة (هآرتس) بالاعتذار عما نُشر فيها معتبرا اليهود المتدينين “ملح” الدولة، مشيرا إلى أنهم يخدمون في الجيش الإسرائيلي وفي الخدمة المدنية.
وأدان رئيس إسرائيل رؤوفن ريفلين يوم الخميس مقال كلاين، وقال: كلمات يوسي كلاين هي تشويه سمعة وتكشف كراهية كبيرة وتقوض اي قدرة على الحوار والانتقاد.
وكتب ريفلين تغريدة على (تويتر) قال فيها: “الصهيونية الدينية هي جزء من هذه الارض، وهي افضل ومتجذرة اكثر من جميع المفترين”، وأضاف: المقال الذي كتبه كلاين في عدد يوم الأربعاء لصحيفة (هآرتس) اتهم المعسكر القومي المتدين في إسرائيل، الذي يُعرف عادة بآرائه المتشددة وعلاقته القوية بالمشروع الإستيطاني، بمحاولة الإستيلاء على البلاد وتخريبها بشكل مراوغ، في الوقت الذي يشن فيه حملة تطهير عرقي.
موقف ليبرمان
ونقلت بعض المواقع العبرية تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان التي هاجم فيها بشدة ما نشره الصحافي يوسي كلاين، ودعا بشكل صريح كافة الاسرائيليين للتوقف عن شراء وقراءة صحيفة “هآرتس”، معتبرا أنها فقدت البوصلة والاتجاه بنشرها لمثل هذه الترهات.
وقال ليبرمان إن الصحيفة الإسرائيلية تعطي مساحة تعبير واسعة للمواقف التي تعبر عن كرهها إسرائيل، لكن نشر مقال يوسي كلاين (كاتب المقال)، وهو “صحافي محبط وغير هام” بحسب رأيه، اخترق كافة الحدود الحمراء.
ولم يقتصر رد الفعل على الوزراء الإسرائيليين، بل تعداه إلى معارضين كزعيم حزب “يوجد مستقبل” في المعارضة يائير لبيد الذي عارض هو الآخر مانشرته الصحيفة.
إيلاف
14 إبريل 2017م