مرت بالامس الذكرى التاسعة والاريعون للصدام الرهيب الذي حل بشركاء التآمر اليساري الشيوعي القوميعربي الذي اتي بانقلاب مايو 1969م الذي قاده نميري . فبعد ان تحالف الاثنان بايعاز وتشجيع وتحريض من اسيادهم في الكرملين وبغداد والقاهرة! وسفكوا الدماء الطاهرة البريئة في ابا وود نوباوي والكرمك، ظنوا ان الملك والغلبة قد دانت لهم ، ولكن الله اتهاهم من حيث لم يحتسبوا،
ودب الخلاف بين تحالف شيوبعثي من جهة ضد الناصريين بقيادة عبد الناصر ذالكارزما في مصر يؤيده العقيد القذافي في ليبيا بماله وسلاحه . لم تذهب دعوات المظلومين القانتين من الانصار هدرا، فقد حكت الوالدة وهي تتألم عندما ضرب الانصار في ابا! انها رات رؤيا بان هنالك سلاح كالمطر يتساقط علي مؤيدي الانقلاب المايوي ولا بد ان الدائرة ستدور عليهم وسوف يقتل بعضهم بعضا وقد حدث . بعد سنتين من شهر العسل التي قضاهما الشيوعيون وحلفاؤهم مع نميري، راي الشيوعيون ان نميري قد انحرف عن اهداف الثورة ومالأ اعداءها،
ومن جانب معسكر نميري فقد بدا في تخوين الشيوعيين وبدأ كلاهما يزايد بشعارات الاشتراكية والتقدمية والعدالة، فقد اغري الله بينهم العداوة والبغضاء وقال هاشمالعطا زعيم الشيوعيين في الجيش انه سينفذ انقلابا ضد النميري وفي وضح النهار .لقد افلح عساكر الشيوعيين في الاستيلاء علي السلطة ولمدة ثلاثة ايام بلياليها، فخرجت منظماتهم ومناصروهم وهو يجوبون الشوارع في فرحة خيلاء وينشدون اغانيهم التي تهدد وتتوعد اعداءهم ومناؤيهم بالقتل والسحل والعنف الثوري الاحمر .
ولكن نميري قاد هجمة مضادة ظهيره فيها عبد الناصر والقذافي واستطاع ترجيح الكفة لصالحه! فاحضر له القذافي قادة الحزب الشيوعي المدنيين القادمين بطائرة خاصة من لندن اجبرها القذافي للهبوط في مطار طرابلس ووضع من فيها في القيود وارسلهم الي نميري! فسارع الاخير لاعدامهم رميا بالرصاص. اما زعيم الحزب الشيوعي عبد الخالق محجوب فقد اخفي نفسه وصار طريدا تتعقبه مخابرات نميري وعساكره حتي قبض عليه ونال الموت الزؤام على يد نظام نميري ولقد كانت كلها اعدامات سريعة،
نفذت في اكابر رؤوس الشيوعيين المجرمين الذين كانوا اكبر واول المحرضين للفتك بالانصار في ابا وود نوباوي والكرمك . اما مجزرة بيت الضيافة فقد ارتكبها عساكر الحزب الشيوعي في حق زملائهم عسكريين كانوا يدينون بالولاء لنميري ومنهم ضباط برتب كبيرة، فصفوهم عن اخرهم وبدم بارد . انها الثورة التي اكلت بنيها وقد نال الحزب الشيوعي الدموي نصيب الاسد من التدمير وقطع الرؤوس. . لقد كانت الطموحات الزائدة والتطلعات غير المشروعة والطمع سببا مباشرا لما حل بهذا الحزب ومناصريه وحلفائه فهل يتعظ ويترك الغرور الكاذب .
ان زرع الخلايا السياسية في القوات المسلحة عاقبته وخيمة وقد راي ذلك الكيزان والشيوعيون، لان العساكر طموحهم في السلطة غير محدود ولا يلتزمون بمبدا ولا ايديولوجية اذا تعارضت مع مصالحهم السياسية ولا يمكن التنبؤ بنواياهم، فعلي الجميع الا يستغلها في صراعه ضد خصومه السياسيين! فلا تركبوا علي ظهر الاسد
ومن يجعل الضرغام للصيد بازه
تصيده الضرغام فيما تصيدا.
مهتم بالشان السياسي.