خلونا نتفاهم بهدوء:
حزب الامة القومي ومنذ ايام منصة الاعتصام والتي استخدمها اليسار والذين ساقهم بلا وعي كمقصلة للنوايا ضد حزب الامة وضد الامام. اعلن حزب الامة وقال يجب أن تتشكل الحكومة من كفاءات وطنية والتزم بذلك.
ولكن الشيوعي لم يلتزم. خان الثورة وعمل علي تقسيم الحرية والتغيير وقسم تجمع المهنيين ووضع حمدوك في كبسولة وأصبح يغري في عضوية الأحزاب السياسية بالوظائف ويستميلهم واحد واحد ويمسك بقلم حمدوك ويقرر به كل شيئ.
وقف حزب الأمة القومي أمام الوثيقة الدستورية الفشنك التي صاغها اليسار علي عجل وحملها ساطع الحاج وعرد بها الي العساكر ومسكها العساكر وضحكوا عليهم وجعلوا منها حجة علي قوي إعلان الحرية والتغيير انهم ليس أهل لقيادة الوطن، ثم حاولوا الالتفاف علي الثورة.
وبعد أن استبان اليسار سوئها عادوا لرؤية حزب الأمة ولكن دون أن يقروا بخطأ فعلتهم او يشكروا حزب الامة علي ما فعل.
حزب الأمة القومي قال لهم لا تستعدوا العساكر لأنهم شركائكم وبمكنكم أن تاخذوا منهم الحق بالقانون بعد أن تتمكنوا لكنهم طفقوا يتهمون حزب الأمة بموالاة العساكر. والآن هم يلعقون جزم العساكر وحتي عبقري زمانه حمدوك يرفض رئاسة اللجنة الإقتصادية ويرفض ان يراسها وزير المالية، ويقول لن يعود إلا نائباً لحميدتي. تخيل هذا الذي يظن البعض أنه عبقري زمانه يخدم تحت حميدتي راعي الإبل في لجنة من صميم اختصاصاته!!!.
حزب الأمة ورئيسه ونتيجة لجهوده المعلومة بين السياسيبن والعساكر تمكن الوطنيون من صياغة والتوقيع علي الوثيقة الدستورية الحاكمة الآن والتي رفضها الشيوعي ولم يوقع عليها الي الان. ولم يذكر له ذلك أحد.
وحزب الأمة والإمام شخصيا في مشهد مسجل يحسب له انه يوم استدت الخلافات بين احزاب الحرية والتغيير وكاد ان يتفجر، جمع كل الفرقاء وجلس معهم الي ساعات الصباح الاولي في دار الامة، الشيئ الذي مكن الثورة من العبور وأدى الي تشكيل مجلس السيادة ومن ثم إعلان وانطلاق حكومة الفترة الانتقالية.
حزب الامة القومي لعلمكم هو الحزب الوحيد في الساحة كلها الذي لا يتحدث الي حمدوك فقط وإنما يقدم مشاريع مكتوبة للحكم في الإقتصاد (المصفوفة) وفي السلام وفي الحكم المحلي. وظل يؤكد أن الرؤي والقوانين سابقة للوظائف. ولا يتحدث الي قحت الا بمشاريع مكتوبة للإصلاح (نحو عقد اجتماعي جديد).
حزب الأمة القومي يقدر دقة المرحلة ويعلم الفرق بين الثورة والدولة ويعلم حجم المسئوليات في الدولة، ولذلك ظل يدع للهدوء والتريث والتعامل الموضوعي مع الأحداث والي تحديد المسئوليات.
وعندما لم يستمع اليه أحد وظل كل في الحرية والتغيير فرح بما لديه، أعلن تجميد عضويته وقدم مشروع نظري متكامل للإصلاح. فتهكموا عليه ورفضوه في البداية وكابروا ثم عادوا له صاغرين بعد أن تعرت سوءاتهم كلهم في كل القوي السياسية. عادوا ليس حبا في حزب الأمة أو اقراراً له بما صنع، ولكن خوفاً من الشارع الذي اكتشف حيلهم وسوء أفعالهم وتفريطهم في متابعة تنفيذ الوثيقة الدستورية وفي أهداف الثورة ومصالح المواطن. ولكن بعد ايه بعد خراب مالطة!!!.
للأسف هناك أجندة واضحة يجتمع عليها كثيرون ضد حزب الأمة وضد قيادة حزب الأمة، وبلا مبررات موضوعية؛ اللهم إلا لمصالح واجندة خاصة. هم يعلمون أن حزب الأمة يمثل خطر حقيقي علي فرصهم في الإنفراد بالقرار الوطني في المستقبل ولذلك اجتمعوا علي التآمر عليه لانتقاص فرص فوزه في الانتخابات القادمة ولإفشاله إن فاز.
ولكن الشارع أصبح صاحي جداً وخرج من ثورة العواطف الجياشة بعد أن اصطدم بقسوة الحياة واشتعال الأسواق وغياب أدعياء النضال تماماً عن حراسة مصالحه وانشغالهم بمصالحهم الخاصة.
الشارع الان يراجع مواقفه السابقة ويعيد النظر في تعهداته لكل الذين خذلوه بمن فيهم حمدوك. الشارع الآن يفوق من كذبة حمدوك المخلص بعد أن ظهرت لهم حقيقة الرجل وعيوب المشهد.
وضح للشارع ازدواج المعايير جلياً من خلال التغيير الوزاري الأخير، الذي أخرج أكثر الوزراء نجاحاً وعملاً واجتهاداً، وأبقى علي أكثرهم غياباً وخمولاً وفشلاً ظاهره يعيشه الناس كل ساعة، وسيقتص الشارع من كل الذين خانوا أمانة التكليف وانشغلوا بالتمكين وبالمؤامرات.
ولعل مراجعة قائمة الوزراء المقالين في الأيام الفائتة ومراجعة قائمة الذين سيمكنون من الوزارات في الايام القادمة، تمكن الجميع من رؤية شكل المؤامرة ويوضح اختلال الموازين. وبناءً على ذلك يمكن توقع ما سيحدث لحمدوك وحكومته ولكل الذين كانوا السبب في فشل الحكومة قبل نهاية هذا العام.
هذا طبعاً اذا لم يتدارك حمدوك الموقف ويستقيل أو يقف علي قدميه كالرجال ويواجه ما يجري بكل حزم ويتخذ القرارات السليمة واللازمة لتصحيح المسار واعتقد ان هذه ستكون الفرصة الأخيرة.