التحرير : محمد اسماعيل
استقبل رئيس هيئة الشارقة للكتاب أحمد بن ركاض العامر في مقرّ الهيئة كلاً من سفير الجمهورية الإيطالية لدى الدولة نيكولا لينر، ومديرة المعهد الثقافي الإيطالي في أبوظبي البروفيسور إيدا زيليو غراندي، وبحث اللقاء تعزيز سبل التعاون المشترك الذي يجمع إمارة الشارقة مع الجهات والمؤسسات الثقافية الإيطالية.
وتناول الجانبان حضور الناشرين وصناع المعرفة الإيطاليين في كل من مؤتمر الناشرين، ومعرض الشارقة الدولي للكتاب، إلى جانب مشاركة الناشرين والمترجمين في منحة الترجمة، ودورها في تعزيز فرص التبادل الثقافي والإبداعي العربي الإيطالي، كما استعرضا البرنامج الذي تضعه الشارقة استعداداً لحضورها ضيف شرف معرض بولونيا لكتاب الطفل.
وتعرّف وفد الجمهورية الإيطالية على المشاريع والفعاليات والأحداث الثقافية التي تنظمها الهيئة سنوياً، ومنها معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي يعدّ واحداً من أكبر ثلاثة معارض للكتب في العالم، واطلعوا على أهم المنجزات التي حققتها المنطقة الحرّة لمدينة الشارقة للنشر، والمساهمات التي قدمتها لدور النشر العربية والعالمية العاملة فيها؛ كما استمع الوفد لشروحات حول ما يقدمه مهرجان الشارقة القرائي للطفل، الحدث الأبرز من نوعه على صعيد أدب الطفل في المنطقة.
وأكد أحمد بن ركاض العامري أن ما يجمع إمارة الشارقة مع مدن الجمهورية الإيطالية علاقات ثقافية كبيرة، أسس لها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، لتكون منطلقاً للحوار الحضاري والإنساني.
وأشار إلى أن الجمهورية الإيطالية تمتلك إرثاً ثقافيّاً كبيراً يمتدّ إلى قرون صاغه فنانون وفلاسفة ومفكرون كبار أرّخوا من خلاله لمرحلة استثنائية شكّلت منعطفاً في المسيرة الإبداعية الإنسانية بأكملها.
وقال رئيس هيئة الشارقة للكتاب: “حلّت إمارة الشارقة العام الماضي ضيف شرف على معرض تورينو الدولي للكتاب الذي يعدّ واحداً من أهم التظاهرات الثقافية في أوروبا، هذه الاستضافة ساهمت في فتح مجالات جديدة للتعاون والعمل المشترك بين المؤسسات الثقافية في إمارة الشارقة ونظيرتها الإيطالية، كما خلقت فرصة كبيرة أمام المثقفين الإماراتيين للقاء الكتاب والمبدعين الإيطاليين، الأمر الذي يؤكد أثر المعرفة والإبداع على تحقيق الحوار الثقافي والحضاري ليس على المستوى الإمارة ومدينة تورينو وحسب، وإنما على مستوى الثقافة العربية والأوروبية بصورة كاملة”.
وأثنى العامري خلال اللقاء على الجهود التي يبذلها المعهد الثقافي الإيطالي في الدولة والأثر الذي يلعبه في تعريف المجتمع الإماراتي على الثقافة والإبداع الإيطالي، لافتاً إلى أن وجود هذه المعاهد الثقافية يعزز من مستوى التقارب الحضاري والإنساني بين الشعوب.
وأكد السفير الإيطالي أن المعرفة والكتاب واحدة من المحاور الرئيسة التي تستند إليها الجمهورية الإيطالية في بناء علاقاتها مع الدول والمدن الشقيقة في العالم، ونحن حريصون على دعم جهود التعاون والعمل المشترك مع دولة الإمارات العربية المتحدة عبر بوابة الشارقة التي تقود حراكاً ثقافياً نوعياً ليس على المستوى المنطقة والإقليم وحسب، وإنما على المستوى العالمي.
وأشار إلى أن زيارة هيئة الشارقة للكتاب تعزز العلاقات مع المؤسسات النظيرة في إيطاليا، وقال: “نتطلع لمزيد من المشاركة والحضور الإيطالي في الفعاليات والمعارض الدولية التي تنظمها إمارة الشارقة، وفي الوقت نفسه نسعى لتنظيم مجموعة من الأنشطة الثقافية في الإمارة”.
في نهاية الزيارة، تسلّم السفير الإيطالي من رئيس هيئة الشارقة للكتاب نسخة مترجمة للايطالية من كتاب صاحب السمو حاكم الشارقة “حديث الذاكرة”، الذي يروي سيرة حياة سموّه بعد تسلّمه لمقاليد الحكم والتغيرات التي ترافقت مع تلك الفترة التي شهدت قيام الاتحاد، وغيرها من الأحداث المحلية والإقليمية.