أكد وزير الطاقة والتعدين المكلف المهندي خيري عبد الرحمن ضرورة إصلاح التعرفة الحالية؛ لأنها أعدت قبل سنوات، موضحاً وجود خللٍ فني في طريقة حسابها، وأنه قد تفأقم مع الوقت وأضر بقطاع الكهرباء.
وقال في تصريح صحفي اليوم السبت (1 أغسطس 2020م): “إن التعرفة كانت بحاجة إلى وضع الكثير من المعايير، مثل الإهلاك وانخفاض قيمة الأصول، وتكلفة تطوير القطاع وغيرها من الإجراءات الحسابية، حتى يستمر الأداء ولتطوير الخدمات بشكل يرضي الزبائن”.
وأشار خيري إلى أن الكهرباء “ليست سلعة تُباع لتحقيق ربح من ورائها، ولا يجب بأن تتدخل الدولة لدعمها”، وإنما هى خدمة استراتيجية تقدمها الدولة، تغطي تكلفتها فقط وليس أكثر”، مبيناً أن الوزارة تعمل حالياً على دراسة للتعرفة بشكل صحيح يضمن استمرار القطاع وتطوره.
واشار خيري إلى أن الخلل الفني في التعرفة سبّب عجزاً كبيراً لا يمكننا تغطيته حالياً من دون مساعدة الدولة، وتعمل الوزارة على إصلاحه مع وضع معايير الاستمرار في دعم الشرائح الضعيفة بسعر مخفض، مؤكداً استمرار دعم القطاع الزراعي لأهميته الاستراتيجية للدولة وأكبر قطاع شعبي.
ونوه خيري الى ان المعالجة الجارية استحدثت قطاع الصناعات المتوسطة، التي اضطرت إلى إغلاق المصانع الصغيرة والورش المتوسطة لارتفاع تكلفتها أو عدم توفر الخدمة، لافتاً إلى أن بقية القطاعات، مثل الصناعات الكبيرة والتجارية والسياحية، سوف تزيد تعرفتها بتدرج يمتد لخمس سنوات.
وتابع: “سنتبع النظم الدولية التي تتخذ التعرفة أحد الأدوات الفعالة لترشيد استهلاك الكهرباء”، لتحقيق مبدأ الشراكة مع الزبون وفق “نزيد الإنتاج من جانبنا ويلتزم المواطن بترشيد الاستهلاك من جانبه، ورأى أن ذلك سيؤدي إلى احقيق تيار مستقر ومستمر وتحسن في خدمات الصيانة والطوارئ، ومتابعة آراء الزبائن، وأن المعنى الحقيقي للترشيد هو الاستخدام الأمثل للتيار الكهربائي دون المساس براحة الزبائن.
وقال خيري إن انقطاع الكهرباء “مزعج وإن كل شخص يعبر عن انزعاجه بشكل مختلف عن الآخر”، وأضاف: “ونحن نحترم ذلك ونقدره”، مطمئناً المواطنين على بذل كل الجهود في تطور الكهرباء، حتى تمتد في كل أنحاء البلاد.
وقدم خيري التهنئة بحلول عيد الأضحى المبارك للشعب السوداني، وللعاملين في قطاع الكهرباء، وحيا صبر المواطنين على الأزمة التي تسببت لهم الإزعاج، وأضاف: “لهم الحق في التذمر ومن واجبنا نتقبل انزعاجهم ونعتذر لهم”، وأكد خيري، استمرار العمل لاستكمال محطة قري 3 بطاقة إنتاج (530) ميقاواط، وهنالك جهود جيدة مبذولة في تشييد الوحدتين الأولى والثانية والتي تأخر تشغيلهما نتيجة لجائحة كورونا لتأخر عودة الألمان، عن الحضور في الزمن المحدد، متوقعاً دخولها للإنتاج في نهاية يناير 2021م، حال وصول الألمان في نهاية أغسطس الجاري.
وأفاد خيري أن دخول المحطة للإنتاج يقلل نسبة كبيرة جداً من عجز الإنتاج الذي بلغ (1000) ميقاواط في هذا الموسم، موضحاً بأنه سيتم محطة بورتسودان بإنتاج (350) ميقاواط قبل مايو القادم، وبذلك نكون قطعنا شوطاً كبيرا في تقليص العجز في موسم صيف 2021م، مشيراً إلى أن المجهودات جارية في الطاقات المتجددة، بالإضافة إلى وضع الخطط والبرنامج للصيانات الشتوية، استعداداً لصيف 2021م، حال توفر التمويل المطلوب، خاصة وأن هناك بعض الوحدات في التوليد الحراري لم تتم صيانتها لعدة سنوات.