ماذا هناك؟؟ ولم التحذير وكأنما الولايات المتحدة وهي تحذر رعاياها من السفر الي الخرطوم تري ما لانراه نحن،
ففي الوقت الذي يترقب فيه الشعب السوداني قرارا امريكيا برفع إسم السودان من قائمة الدول الراعية لﻹرهاب بعد أن دفعت الحكومة اﻹنتقالية التعويضات ﻷسر ضحايا المدمرة كول ولم تعترض علي أي إجراءات وما يترتب من أحكام فيمايتعلق بتفجير سفارتي امريكا في تنزانيا وكينيا ، تأتي المفأجأة اﻷمريكية بتحذير رعاياها من السفر الي الخرطوم ، وكأنما هناك أمرا خطيرا علي وشك الحدوث.
والتحذير اﻷمريكي يكون خطيرا عندما يقرأ مع ماصرح به قائد الدعم السريع ونائب رئيس مجلس السيادة بأنه تلقي تهديدات بالتصفية من جهات مجهولة ، وتصاعد وتيرة اﻹعتصامات والمصادمات في بعض الولايات ومع اﻹحتقان الناتج عن تأخر نتائج لجنة التحقيق في فض إعتصام القيادة وإقتراب التوقيع علي اتفاقية سلام السودان والتي توافقت فيها الحكومة اﻹنتقالية والحركات المسلحة علي علمانية الدولة وربما يشتمل اﻹتفاق علي إعادة بناء الجيش واﻷجهزة اﻷمنية وتعديل الكثير من القوانين .
والمؤسف أن التحذير اﻷمريكي يعيد المواطن إلي دوائر اﻹحباط مرة أخري بعد إن استبشر خيرا بإعلان الحكومة اﻹنتقالية ممثلة في لجنتها اﻷقتصادية عن إعتزامها طرح اضخم عطاء ﻹستيراد مليون طن من القمح ومليون طن من الوقود وغاز الطبخ ليخرج السودان من ازمة الخبز والوقود التي تطاولت وأرهقت المواطنين ، ثم لتزداد المعاناة بعد دخول فصل الخريف وتفاقم مهددات السيول واﻷمطار مع اﻷوضاع الصحية المتردية وأزمة الدواء المعقدة.
والغريب في اﻷمر أن الشعب السوداني كلما تفاءل وسعي واستشرف مرحلة جديدة للتغيير وبناء وطن بلامعاناة ، تطل المعوقات والعقبات من جديد، فهل نحن فعلا شعب غير محظوظ.. ؟؟ ام أن كل تلك المعاناة هي مضاعفات العلاج الناجع وإقتلاع الفساد من جذوره ، وكأنما اﻷمر يشبه إقتلاع الضرس تماما..