يتعارف كثير من أفراد المجتمع أن الصحافة مهنة متاعب ، بينما يرى آخرون أن الصحافة سلطة رابعة من خلال آثارها سلبًا ، وإيجابًا . ويدور الجدل حول حرية الصحافة مطلقة أم موجهة . المتعارف عليه أن الصحافة رهينة سياسة ، وهيمنة الدولة التي هي لسان حالها اختلفنا أم اتفقنا .
من متاعب الصحافة : في سنار وقع حادث سير مؤسف بتصادم لوري قادم من الدمازين ، بشاحنة قادمة من مدني على مقربة من مقبرة ناحية تقاطع سنار . أسرعت لمكان الحادث دون حمل كاميرا كالعادة 0وقتها لم نعرف الهاتف المحمول) رجعت إلى مستشفى سنار لمتابعة المتضررين من الحادث .
توفي أحدهم من أبناء الشرق دون معرفة هويته .منعتني الشرطة من أخذ معلومات من السائق الناجي من الحادث ، أعطوني سريرًا أنام عليه أمام مركز الشرطة حتى إكمال التحقيقات . تعرفوا على هوية القتيل في المستشفى ببحث ملبوساته . في الصباح تكرمت الشرطة بتزويدي بالمعلومات التي دونتها في رسالتي ، من ثم بعثتها باليد مع مسافر إلى الخرطوم ، عرفته بنفسي . أخيرًا عدت البيت متعبًا ، أعتذر عن تأخري بسبب الحادث ، ومتابعته .
مدير مكتب الثقافة ، والإعلام استنكر ما قمت به من تغطية باعتبار الحدث في دائرته ، قلت له : أنت تمثل الحكومة ، والعبد لله مراسل مؤسسة غير حكومية وقف على الحادث ، وتابعه ، وسهر عند الشرطة لنقل معلومات صحيحة ,فأين كنت أمس ؟ وهذا أحد متاعب نشر الأخبار بدواعي السبق الصحفي ما نعتبره فاكهة لا تقبل الاستبدال بغيرها . المتاعب جديرة بالإشارة لاحقًا.