*بعيداً عن السياسة وتقلباتها وانقلاباتها نرفع التحية للجيش السوداني في يوم عيده السادس والستين الذي يصادف الرابع عشر من شهر أغسطس يوم سودنة قوة دفاع السودان وتولي الفريق السوداني أحمد محمد قيادته.
*ظل الجيش السوداني يجسد وحدة النسيج المجتمعي بكل مكوناته المختلفة، لكن للأسف لعبت الانقلابات العسكرية ذات الطبيعة السياسية دوراً سالباً في الحفاظ على قوميته واستقلاليته.
*جاءت الحركات الجهوية والقبلية المسلحة لتزيد الطين بلة – خارج الجيش السوداني – وخصمت جانباً من رصيده القومي خاصة في السنوات الأخيرة التي إزدادت فيها الحركات المعارضة المسلحة.
* نحن نقدر الظروف التي قامت فيها الحركات الجهوية والقبلية منذ نشأتها الأولى، ونعترف بكامل حقهم في المطالبة بحقوقهم المشروعة، خاصة إبان تغييب الحراك السياسي الديمقراطي، والزرع المتعمد للفتن داخل النسيج السوداني للتمكين للحكم مهما كان الثمن، لذلك ظللنا نرفض من حيث المبدأ الحلول العسكرية للخلافات السياسية.
* يتحمل نظام الإنقاذ المباد الوزر الأكبرفي إزدياد الحركات المعارضة المسلحة منذ أن تبنى سياسة التقليل من شأن الآخرين وتحديهم لمنازلته ل”قلع الحكم” بالقوة، ولم يسلم حزبهم الفوقي من سياسة فرق تسد عندما خرجت من تحت لوائه حركات مسلحة معارضة.
* ليس هذا فحسب بل تشكلت قوات مسلحة خارج رحم الجيش السوداني تساندها الحكومة وتتقوى بها في مواجهة الحركات المعارضة المسلحة،وكل هذا أثر سلباً على قومية الجيش السوداني.
*لا نريد الخوض اليوم في دهاليز ومتاهات الخلافات السياسية والنزاعات المسلحة التي مازالت تهدد وحدة السودان الباقي وأمنه ومستقبله، في ظل استمرار النزاعات المصنوعة والمؤامرات والفتن تحت مظلة المطالب المناطقية وإحياء العصبية القبلية النتنة التي لاتخدم للسودان ولا للسلام قضية.
*دعونا في يوم عيده نحيي الجيش السوداني الذي مازلنا نعول عليه – مع استرداد قوميته واستقلاله ومهنيته – في الحفاظ على ماتبقى من السودان والانتصار وتعزيز التزامه بالمساهمة في تحقيق أهداف ثورة ديسمبر الشعبية وتأمين النسيج المجتمعي بكل مكوناته، ودعم الحكومة الانتقالية لاستكمال مهامها والمساعدة في تهيئة المناخ الصحي للتحول الديمقراطي والتداول السلمي للسلطة .