اهتزت شباك محترفي الصحافة بأهداف (المواطن الصحفي) أول أمس، وهرع الناس حين سمعوا بحريق مصنع الذخيرة لمواقع التواصل الاجتماعي عوضا عن اللجوء للتلفزة والمواقع الصحفية الإلكترونية لاستقصاء الأخبار.
أول التقارير المصورة من موقع الحريق وصلت للناس عن طريق السوشيال ميديا، وحتى محطات التلفزة العربية لجأ بعضها لتوثيقات (المواطن الصحفي) في الواتساب والفيس بوك لمتابعة الحدث. أما تلفزتنا المحلية فقد يبست مفاصلها وباتت في ذيل اهتمامات المتابعين للأحداث في البلاد.
الواضح الآن أن معركة الصحافة الورقية أمام الصحافة الإلكترونية قد شارفت نهاياتها، وما هي إلا فترة قصيرة حتى يتم تشييع آخر صحيفة ورقية إلى مثواها الأخير، ويمكن ملاحظة ما تكشفه عناوين الصحف اليومية من تغذية (بائتة) أصبحت تقدمها الصحف الورقية .. قياسا بالتدفق الإعلامي الطازج والهادر الذي يتلقاه الناس عن الأحداث وقت وقوعها وليس بعد يوم من حدوثها !
لكن الصحافة الإلكترونية لا تبدو هانئة بتباشير انتصاراتها، حيث اشتعل بينها وبين السوشيال ميديا صراع بقاء شرس، وبات المواطن الصحفي، مع تواضع حرفيته المهنية، أكثر مرونة في تغطية الأحداث صوتا وصورة من مواقعها دون قيود تذكر.
المرحلة القادمة لن تكون ساحة لمنتصر أو مهزوم في حروب الصحافة الإلكترونية والسوشيال ميديا، فالواضح أن كلا منهما يقتات من صحن الآخر، السوشيال ميديا تنقل ما تأتي به الصحف الإلكترونية، ومواقع السوشيال ميديا تأتي بما تحتويه الصحافة الإلكترونية وغيرها، لكن المواطن الصحفي يظل رأس الحربة في المشهد كنموذج ملهم للصحافة الإلكترونية في متابعة اتجاه الأحداث، وكوريد أساسي يغذي مواقع التواصل الاجتماعي بما يقع من مستجدات.
إنه زمان المواطن الصحفي الهاوي وليس الصحفي المحترف، ولولا تدني الثقة في صحة تقارير الهواة لما بقي صحفي محترف راكضا في الساحة.
لك الله يا شباك المحترفين من أهداف الهواة !