علينا جميعا ان نقر ونعترف ان حمدوك ليس سيوبرمان اي ليس هو الرجل خارق القدرات والذي بين يديه ستحل كل مشاكلنا . نحن ننتقد حمدوك بمرارة شديدة في كل شيء ( ولا أبريء نفسي من انتقاده ايضا ) من تراكم النفايات في الشوارع حتى الاقتتال القبلي في بعض اجزاء السودان .
وكأننا اتينا برجل لا مثيل له وانه يحمل عصا موسى بين يديه وانه سيحول السودان بين ليلة وضحاها الى جنة الله في ارضه .
اضرب لكم مثالا حتى لا ارمى الكلام على عواهنه … قبل ايام قليلة تم توجيه سهام النقد العنيف جدا لحمدوك في وسائل التواصل وفي مجالس الانس وذلك بسبب اختيار الصحفي الرزيقي ليمثل السودان في ملتقى قادة الاعلام العربي تحت رعاية جامعة الدول العربية . وتم وصف حمدوك بالعمالة وانه من بقايا النظام السابق … الخ
من الذي اختار الرزيقي لتمثيل السودان ..هل هو حمدوك ام جامعة الدول العربية ؟؟ السؤال لا يحتاج لاجابة .. حسنا لماذا اختارت جامعة الدول العربية الرزيقي تحديدا .. هل لان جامعة الدول العربية ضد ثورة ديسمبر ام لان نقاية الصحفيين السودانيين لم تتكون بعد وان الاسم المعترف به عندهم هو الرزيقي ؟؟ هل حمدوك كان سببا في تعطيل قانون النقابات ؟؟ ومن المسؤول عن هذا التأخير في اجازة هذا القانون ؟؟ هل هو حمدوك ام وزيرة العمل التي تم اختيارها من تجمع المهنيين لشغل هذه الوظيفة ؟؟ واين النقابة الشرعية للصحفيين .. ماذا فعلت ؟؟ بل اين اصلا تجمع المهنيين الذي اختار هذه الوزيرة ؟؟ وهكذا سوف نطرح أسئلة لا نهاية لها ولن نجد لها اجوبة مقنعة
نأتي الى مثال آخر .. الاقتتال القبلي الذي يندلع في الشرق وجنوب كردفان وكسلا .. هناك مجلس مكون يسمي بمجلس الامن برئاسة البرهان شخصيا .. لماذا لم يسافر البرهان بإعتباره رئيسا لهذا المجلس للوقوف على الارض في هذه البؤر المشتعلة سواء في بورتسودان او كسلا او جنوب كردفان .. أليس ايقاف ما يجري من أقتتال في هذه الاماكن هو من صميم عمل هذا المجلس وبرئاسة البرهان نفسه .. لماذا نترك البرهان ومن خلفه المكون العسكري في مجلس السيادة ونصوب سهام النقد فقط لحمدوك ؟؟!!
مثال ثالث واخير .. احزابنا السياسية الكبيرة منها والصغيرة .. القديمة منها والحديثة .. بعد ايام قليلة نكون قد أكملنا عاما كاملا من تاريخ توقيع الوثيقة الدستورية .. هل فكر اي حزب مجرد تفكير لاقامة مؤتمره السنوي وتجديد برنامجه السياسي وتجديد اعضاء مكاتبه السياسية والتنظيمية ؟؟!! هي نفس الاحزاب وبنفس الشخصيات وبنفس البرامج ( هذا اذا كان اصلا لديهم برامج ) وسوف تمضي الفترة الانتقالية بسنواتها الثلاثة وستكتشف هذه الاحزاب فجأة انها امام استحقاق انتخابي دون ان تستعد لها اطلاقا لندخل بعدها في فترة ديمقراطية ضعيفة نتيجة لضعف الاحزاب وافتقارها الى طموح عدا عض اصابع بعضها البعض ومعارك كسر العظم بين الاحزاب … وتنتهي القصة في نهاية المطاف بالمارشات العسكرية وصوت عميد في الجيش عبر الاذاعة يقول لنا ( ايها الشعب السوداني البطل نحن اتينا لانقاذ الوطن من براثن الاحزاب …الخ البيان الاول )
ما قلته ليس دفاعا عن حمدوك ولكن لكي لا نرمي كل اللوم عليه ولكي لا نقذفه في بحر مشاكل السودان وهو مكتف اليدين ونقول له اياك ان تغرق او ان تبتل ملابسك .
اذا لم نتحمل مسؤولية هذا الوطن جميعا فلا مفر من السقوط .. القوات النظامية من جيش وشرطة عليهم تحمل المسؤولية الامنية في هذا الوطن .. الجهاز التنفيذي برئاسة حمدوك عليهم تحمل مسؤوليتهم بدون تهاون من اي وزير او مسؤول
وفوق كل هؤلاء على الشعب السوداني ان يتحمل المسؤولية الاولى في الحفاظ على هذه الثورة المجيدة ومحافظة الشعب تأتي من طريق واحد لا ثاني له هو ان نتحول الى شعب منتج المزارع في زراعته والراعي مع اغنامه والمهندس في مصنعه والطبيب في عيادته .. نحن شعب غير منتج .. ولن نتقدم قيد أنمله الا بالانتاج .
كل عام وثورتنا بالف خير