لعل الجميع تابع البيان الطويل الذي أصدره وزير الطاقة السابق السيد عادل ابراهيم .. والبيان مبذول في كل الوسائط لمن يريد ولا داع لنقله هنا. وقبل الدخول في الحديث عن البيان وأهدافه دعونا نذكركم ببعض مواقف الوزير السابق التي تساعدنا كثيراً على فهم بيانه وطريقة تفكير الوزير السابق.
الموقف الأول أنه في إحدى مرات أزمة الوقود الحادة ( وما اكثرها ) في البلاد أجرى أحد الصحفيين لقاءً صحفياً بالهاتف مع سعادة الوزير لاستجلاء أمر الأزمة .. فانفعل الوزير في حديثه وقال بالنص: “البواخر موجودة في الميناء والعندو قروش يمشي يخلصها”، وقام الصحفي باختيار هذه العبارة كمانشيت رئيس لصحيفته .. بعدها ( جقلب) الوزير، وحاول تعديل الصورة، ولكنه فشل !! هل هذه تصريحات تليق بوزير؟!
الموقف الثاني: طريقة التعيينات في شركة التعدين التابعة لوزارة الطاقة .. قام بتعيين مبارك اردول نائباً للمدير العام، وبعد فترة وجيزة اطاح بالمدير العام، وعين شخصاً آخر مديراً، ثم قام بعزل المدير ونائبه ( أردول)، وبعد أيام قليلة قام وزير المالية السابق دكتور البدوي بتعيين أردول مديراً عاماً، وهو مستمر في وظيفته حتى الان .. لاحظوا أن وزير المالية هو الذي عين أردول، ولم يعترض وزير الطاقة،ولم يفتح الله عليه بكلمة حتى تاريخ اليوم .
الموقف الثالث: فشل الوزير في فك أسر محطة الوقود داخل مصفى الجيلي من يد أعضاء النقابة المحلولة، وهذه المحطة هي المسؤولة عن تموين التناكر التي تخرج من مصفى الجيلي لتوزيع الوقود في كل أنحاء السودان، مما تسبب في أزمة وقود طاحنة في البلاد، رغم توافر الوقود في مصفى الجيلي، حتى نجحت لجنة إزالة النظام السابق من التدخل، وحلّ المشكلة في أقل من ساعة واحدة والوزير يتفرج!
هذه بعض المواقف وغيرها من المواقف التي لا تحصى لهذا الوزير، وأذكر أنني كنت كتبت مقالاً في الوزير قبل مغادرة كرسيه بعنوان (وزير الطاقة ثورة مضادة)، ستجدون المقال في صفحتي، وأعيد هنا ان الوزير السابق بالفعل أثبت انه ثورة مضادة.
نأتي الى بيانه او بكائيته وأنا هنا لست في مقام الدفاع عن الشيخ خضر، وقد يكون جزء من المعلومات التي أوردها الوزير السابق صحيحاً، ولكن سؤالنا وبإلحاح: لماذا صمت الوزير كل هذه المدة، وجاءنا اليوم ببيانه هذا متزامناً مع الهجمة الشرسة التي تقودها جهات عدة ضد حمدوك، ومكتبه الخاص، إذا لم يكن هناك غرض شخصي لا علاقة له بالثورة التي ظل يمجدها في بيانه.
وهل واجه الوزير السابق حمدوك بكل هذه المعلومات، وهو مازال وزيراً؟ وإذا لم يفعل (والواضح أنه لم يفعل): لماذا اصدرت بيانك الآن؟ وحتى بعد مغادرتك لكرسي الوزارة ألم يكن متاحاً لك أن تواجه حمدوك ببيانك هذا؟ وإذا كنت حريصاً على الثورة كما تدعى أما كان من الأجدى لك وللثورة أن ترسل هذا البيان لحمدوك شخصياً قبل أن تنشره في الميديا بادعاء الشفافية والشفافية بريئة منك، ومن بيانك الملغوم.
كما ذكرت، فإن عادل ابراهيم يريد المشاركة مع الجوقة التي تريد أن تصنع لنا طه عثمان آخر في حكومة الثورة وهو الشيخ خضر .. هذه الشخصية التي تنسج حولها القصص والحكايات والروايات، كأنه المتحكم في رقاب الحكومة وحمدوك ..
ونأمل من دكتور حمدوك أن يخرج لنا ببيان لإسكات هذه الأصوات؛ لأن العوام من البشر مثلي قد يصدقون هذه الروايات الأسطورية التي تقال عن الشيخ خضر.
نقطة أخرى تحدث عنها عادل ابراهيم، وهي عن الاخ عسكوري مدير السلع الاستراتيجية ( هو الآن مدير السياسات بوزارة المالية بعد إلغاء منصب مدير السلع الاستراتيجية)، وعسكوري عرفناه مناضلاً شرساً، ولعلنا في مناهضة السدود نعلم جيداً من هو عسكوري، واستطيع وبمعرفتي بنضال الرجل أن أنفى عنه هذه التهم التي كالها له عادل إبراهيم .. فأرجوكم توقفوا عن هذه العملية الممنهجة لاغتيال الشخصيات.
نحن سمعنا عن عسكوري المناضل الشرس، وسمعنا عن الشيخ خضر الذي قاوم النظام السابق بضراوة، ولكننا لم نسمع عن عادل ابراهيم إلا وزيراً للطاقة في حكومة الثورة .
ما هكذا تورد الابل يا عادل.