رغم بعض التباعد الفكري أو بعض الاختلافات(الايديولوجية) بينى وبين الراحل المقيم فى قلبى كمال حسن بخيت، فقد كان هناك حب عارم، وعلاقة قوية، وصداقة أقوى؛ لأن كل واحد منا يرى فى الآخر نسمة عليلة فى هجير الصيف الغائظ!!
لقد توطدت علاقاتى مع حبيبى الراحل كمال منذ النصف الثاتى من سبعينيات القرن الماضى عبر صاحبة الجلالة، فأدركت فيه كل معانى الإنسانية، ونقاء القلب، والوسامة فى التعامل فى محيط الأصدقاء بابتسامته التى كانت لا تغادر محيا، لانها كانت تنبع من قلب يفيض بكل انواع الحنان!!
تلك (الصداقة)المهنية والاخوية أدت إلى أن تكون هناك علاقات وطيدة مع بعض من ذويه عبر زيارت لمنزلهم فى اشلاق الشرطة أو البوليس في حي الاربعين بأمدرمان حيث كان يعمل أبوه فى هذا المجال، فلمست فيه الطبيعة الفريدة في التعامل!!
وحينما نوى أن يغادرنا إلى دولة العراق في عام ١٩٧٩م، كنا نحن مجموعة من أصدقائه، وأحبائه قد ذابت قلوبنا في ألم شديد، بينما عيوننا استمطرت في سيل من الدموع!!
في عام ١٩٨٥م، وبعد الانتفاضة، كان كمال قد عاد إلى البلاد ، وكنت أنا في إجازة، ولفرط شوقي له ذهبت إليه في مكتبه بالقرب من مقابر فارو، وقابلت فى نفس اليوم الأخ الكريم الدكتور بكري محمد خليل، وكنت ايضا مشتاقاً إليه، وغرقنا فى بحر من الأحضان!!
وفي أثناء هذا الفراق الطويل، كانت مودتنا موصولة، وقلوبنا ايضاً في تلاح، حتى وهو في القاهرة، وطبعا كنت من أول أيام الانقاذ قد عرفت من الأخ الدكتور محيي الدين تيتاوى أن عمر البشير الذى جاء بالانقلاب هو ابن خال الأخ كمال!!
رحم الله سبحانه وتعالى الاخ كمال رحمة واسعة، وأسكنه فى فسيح جناته مع الصديقينوالشهداء والأبرار، وجمعنا به فى حياض الفردوس. إنا لله وانا اليه راجعون