مازالت معضلة تعيين والي كسلا عمارصالح تتراوح مكانها .. وفود تأتي من كسلا الى الخرطوم واخرى تعود واجتماعات تعقد هناك وهناك . وندوات وورش عمل وتبقى المشكلة دون حل ولا جديد في الامر .. الجديد الوحيد ان هناك دماء تسيل في شوارع كسلا التى غنى لها الشعراء ( ي حليل كسلا الوريفة الشاربة من الطيبة ديمة ) ويبدو ان شرابها تحول من الطيبة الى الدماء .
ومازال عمار متمسكا بمنصبه وينشر في صفحته انه متمسك بالمنصب وموجود في الخرطوم بأمر من حمدوك ويدعو الجهات الامنيه للحياد في هذه القضية . وحمدوك يطلب من وزير داخليته فرض هيبة الدولة في كسلا !!
قوى الحرية تتمسك بمرشحها بإعتبار اي تراجع عن هذا الترشيح سيفتح شهية كثير من الولايات لاتباع ذات الاسلوب في رفض الولاة ولابد من فرض هيبة الدولة .
والسؤال هنا .. من هو المسؤول عن فرض هيبة الدولة .. أليست الاجهزة الامنية المختلفة ؟؟ وهل هذه الاجهزة لديها المقدرة او فلنقل هل لديها الرغبة في فرض هذه الهيبة الغائبة .. قرائن الاحوال تقول انها لا ترغب في ذلك لاسباب قد لا تخفى على المتابع الدقيق . فالتوترات في كسلا او بورتسودان او كادقلي مثلها مثل الارتفاع الغير مبرر في سعر الدولار كلها تصب في خانة الذين يقفون ضد هذه الثورة وضد اخراج السودان من كبوته الامنية والاقتصادية .
فلينسى حمدوك ولتنسى قوى الحرية والتغيير قصة فرض الهيبة بالقوة الجبرية لان ذلك لن يحدث لان الذين عليهم فرض هذه الهيبة لن يفرضوها ( كدة بالعربي الواضح ) وسيقومون بارسال عدد من التاتشرات وستهدأ الاحوال ليوم او يومين او اسبوع وستندلع المواجهات مرة اخرى بين الطرفين لاي سبب كان .
ومهما كان السبب تافها حتى لو زاحم احدهم الاخر في ركوب الحافلة يمكن ان تندلع المواجهات المسلحة اثر هذه المزاحمة وسيقع الضحايا من الطرفين وستفرض حالة الطواريء وحظر التجول لحين هدوء الاحوال وهكذا سنظل في هذه الحلقة الجهنمية من الصراع الدموي !!
اذن اي يكمن الحل ؟ الحل في تقديري الشخصي هو حل سياسي وليس حل عسكري . مثلا لماذا الاصرار على عمار صالح واليا ؟؟ لماذا لا يتم تعيين شخص اخر من نفس قبيلته واليا ؟ هذه الخطوة ليست خطوة انهزامية ولكنها خطوة لكى لا تتحول كسلا لدارفور اخرى .
وحل اخر لماذا لا يتم تعيين والى اخر من خارج الولاية لا يمت بصلة لاي من القبيلتين وان لا يتم تعيين اي فرد من القبيلتين في اي منصب قيادي في كسلا . او ان يتم تعيين والي جديد من نفس القبيلة مع عدم تعيين اي شخص اخر من القبيلة المنافسة في المناصب القيادية .. هناك الكثير من الحلول التي يمكن ان تنتجها العقول السياسية اذا اجتهدت لايجاد مخرج لهذه الازمة .
اما الاصرار على الوالي عمار وباعتبار ان الرافضون لتعيينه هم انصار النظام المباد .. فتلك المقولة يجب اعادة التفكير فيها مرة اخرى .. عليكم التخلص من انصار النظام المباد من مواقع اتخاذ القرار قبل تعيين الوالي عمار صالح .. لن تهدأ الاحوال في كسلا حتى لو تم فرض عمار لهؤلاء الرافضون .. تخلصوا من الرافضين اولا .. تخلصوا منهم سياسيا وليس عسكريا .
اخشى ما اخشى ان نتحسر على كسلا في يوم من الايام .
حفظ الله بلادنا من الفتن