نهر النيل برافديه الرئيسيين الازرق والابيض، كشر عن انيابه في هذا العام .هاج وفاض وماج في غضبة مضرية جعلت سكان ضفافه في خوف ووجل بل تم اجلاء البعض منهم بعد ان تكسرت بيوتهم وصارت حطاما وضاعت ممتلكاتهم وغرقت زروعهم . ثورة الغضب النيلية لم تزل متواصلة وقد رايت مياه .النيل الازرق تكتسح طريق الخرطوم مدني في منطقة الجديد الثورة وتغمر سوق القرية وتتسرب الي الكثير من المنازل .
كنا نتوقع ان يكف النيل عن الفيضان بعد ان يبلغ اوجه في 15/8، كعادته في كل عام وكما اخبرنا الجغرافيون وعلماء الهايديورولوجيا وخبراء السدود وعلماء الارصاد والمناخ . هل يتم هذا الغمر والفيضان بفعل فاعل وصنع انسان Man-made disaster ، ام بفعل عوامل الطبيعة ومنها احترار المناخ The global warming .
هل لنظرية المؤامرة ان تسعفنا لتفسير ما يحدث ام ان الفساد ظهر في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس كما يخبرنا القران الكريم وتلويثهم لبيئتهم عن قصد وسابق اصرار ام فعلوا ذلك من حيث لا يشعرون، يريدون اصلاحا بالتصنيع وعمارة الارض، واخرون مستهلكون يلوثون الكوكب ويفسدون الحياة فيه بسوء تدبيرهم ونمط حياتهم .
في السودان يفيض النيل ليدمر وتفيض مشكلات الوطن وفي الحالين يتعذر ويتعثر الاصلاح بل يبدو احيانا في حكم المستحيل . لقد كان قدماء المصريين يسترضون نهر النيل لكي يفيض وياتي لهم بالخير العميم وذلك بان يقدموا له قربانا عبارة عن اجمل فتاة في المملكة، فيقذفونها في مياه النيل حتي يرضي عنهم ويستجيب لرجاءاتهم فيفيض، ولكن كيف لنا الان ان نتقي غضبة هذا المارد وشر الفيضان، ولا قرابين عندنا ولا طلاسم ولا تعاويذ نتلوها علي ضفافه .
استجابة الحكومة ورد فعلها علي جور النيل وتمرده تبدو ضعيفة وخافتة ودون مستوي التوقعات، وقد ترك الناس لمصيرهم، بلا معينات ولا اليات ولا رفع صوت الغوث لاسرة دولية تهب للنجدة والمساعدة عند حدوث الكوارث والملمات لماذا نخجل ونحن اعضاء في تلك الاسرة الدولية.
ومنظماتها ودولها مستعدة لمد يد العون ؟ . نامل ان يكف الله باس النيل هذا العام وكل عام ويعطنا من خيراته ويقينا شرور الماء وسيله العرم الذي دمر حضارات في سبأ وفي بلاد الانكا ومعالمها التاريخية،في بلاد الهنود الحمر في وسط اميركا الجنوبية .
لطفك اللهم ورحمتك .