رحل رجل الواجب وقاموس الأنساب ورحيق الأحباب
مازالت 2020 تبكي أعيننا .. لم تترك لنا ومنذ قدومها لحظة ابتسامة عابرة أخذت كثيراً من الأحباب والأصدقاء، واتحفتنا بكوارثها المتنوعة من مشكلات قبلية وحرائق وفيضانات وغلاء، ومازلنا صابرين، وسنصبر؛ لأنها في نهاية الأمر هي ابتلاءات نسأل الله أن يزيحها ويبعدها.
ويبقى الموت هو الحقيقة التي لاجدال حولها ويبقى الموت قاسيا ومؤلما لفقد أي حبيب أو صديق أو حتي لشخصية اشتهرت بالبساطة والطرفة والتواصل وهو ما تعيشه امدرمان اليوم من خبر مؤلم ومفجع عندما نعت ابنها وفاكهتها العم الهادي نصر الدين او كما اشتهر في شتي بقاع السودان بالهادي الضلالي.
رحل صاحب النكتة والطرفة في زمن نحن أحوج اليه للابتسامة والضحكة الصادقة التي تخرج من القلب..رحل رجل التواصل الذي تجده في كل المناسبات بامدرمان بل كل العاصمة المثلثة.. رحل الهادي القاموس الذي يحفظ الأنساب وإن سالك أنت ولد منو ومجرد ما تجيب له ياتي اليك بأسماء جدودك وأهلك بصورة تجعلك مذهولا.
رحل اليوم الهادي نصر الدين وهو ليس بكثير وغال على ربه ولكنه رحيل يحمل طابعا ذا مرارة خاصة لأهل امدرمان كلها وأهل ودنوباوي على وجه الخصوص.
اليوم نبكيك عمنا الهادي نصر الدين وأنت بالأمس كنت حضورا في كل مناسباتنا افراحها واتراحها ونسال الله العلى القدير أن يجعلك من أصحاب الجنان مع الصديقين والشهداء، ونشهد الله بأنك عشت في هذه الفانية إنسانا بسيطا متواضعا ترسم البهجة في النفوس، ولا نقول الا ما يرضي الله.
إنا لله وإنا إليه راجعون.