الخرطوم- التحرير:
سخر تاج السر الميرغني عضو الهيئة الرئاسية بالحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل من التيارين المتصارعين داخل حزبه، وقال إن أي منهما لا يملك تفويضاً من رئيس الحزب، وأن القائمتين المدفوع بهما للمشاركة في الحكومة المقبلة لا علم لرئيس الحزب بهما.
أجرت (التحرير) حواراً معه تركز في القضايا التي تتفاعل داخل حزبه.
• ما يحدث في الاتحادي هل فعلاً صراع شرعية أم صراع حول السلطة؟
لا توجد شرعية في الحزب حتى الآن سوى شرعية مؤتمراتنا التي عقدت بعد مؤتمر أم دوم، وشرعية مؤتمرات البحر الأحمر، أما ما يحدث الآن هو صراع أفراد حول السلطة، ولا يعني الحزب في شيء.
• كيف وكل تيار يدعي أنه مفوض من رئيس الحزب السيد محمد عثمان الميرغني؟
-هل رأيتم إثباتاً؟ لننظر إلى الأمر بصورة منطقية، مولانا السيد محمد عثمان لم يصدر منه أي تحرك تجاه الأحداث التي جرت بين الكبابيش والحمر، فهل يقبل العقل أن يكون همه تكليف أفراد ليستوزروا؟ سمعنا بقافلة إغاثة الجنوب، ولم نسمع حديثاً من مولانا حول قافلة لحقن الدماء في الجنوب، فهل يكون همه من سيصبح وزيراً، كل الأحداث تثبت أنه ادعاء، وليس تكليفاً.
• لكن ما تفسيرك للذي يحدث في ظل صمت رئيس الحزب؟
مولانا منذ أن خرج في عام ٢٠١٣م لم يشارك في الساحة السياسية التي ماجت، ولا تزال تموج بالأحداث التي لا يمكن لشخص مثله ألا يكون له فيها كلمة أو موقف، وعلينا أن نرجع إلى توصيات هيئة القيادة بالانسحاب بعد أحداث ثورة سبتمبر، هل رأيتم رداً أو تعليقاً منسوباً إليه حيال ذلك الأمر؟
وهناك الكثير، فكل هذا يؤكد بعده من السياسة تماماً.
• كأنك تريد أن تقول أن استغلالاً لاسمه يحدث من دون علمه؟
هذا ما يفعله هؤلاء لافتقادهم السند الجماهيري، وهذا الأسلوب اعتادوه، وهو الذي أبقاهم منذ العهد الظلامي، ولكن المفاهيم تغيرت بتوالي إخفاقهم، وانكشفت أهدافهم التي لا صلة لها بالوطن أو المواطن.
• لكن أحمد سعد عمر سلم قائمة للحكومة عقب وصوله إلى الخرطوم قادماً من القاهرة، وأبلغهم أنها ترشيحات مولانا للحكومة؟
-والسيد الحسن سلم قائمة أيضاً، أحمد سعد ناقش بنود الشراكة مع المؤتمر في هيئة القيادة، ووقع على شيء آخر لم يراه أحد، لكن رأيناه عملياً، وهو مخالف لما ظل يردده في الاجتماعات.
والسؤال المهم إن كان مولانا طرف فيما يجري، هل يناصر أحمد سعد أم يناصر ابنه؟ فكلاهما وجهان لعملة واحدة
• وأي القائمتين في رأيك تتوقع قبولها من الحكومة؟
احتمال تحدث توليفة، وحقيقة لم يعد هناك شخص يهتم بهذا الأمر، فكلهم يسعون إلى تحقيق مصالح خاصة، ولا أعتقد بوجود مواطن يفكر فيهم، إلا شخص واحد لديه تجارة، ومشكلات بنكية، ولديه (حوار) يرغب في تعيينه ليمرر له أعماله.
• كيف الخروج من هذه الأزمة؟
– نحن عملياً بدأنا الانطلاق في بناء الحزب بعد أن كونا المكتب السياسي الانتقالي في أم دوم، وقطعنا شوطاً كبيراً في العمل التنظيمي الذي خرج عن المألوف، ونالت فيه الولايات مكانتها، بعد أن كانت تستنفر للمركز لتمطرها النخب الكرتونية بالخطب الجوفاء، وتتخذ كقوة صوتية تحت الطلب.
نحن ركزنا عملنا داخل حزبنا الاتحادي الديمقراطي الأصل، بعد أن خرجت عنه المجموعات التي تتصارع الآن، واتصلنا بالتيارات الاتحادية كافة التي تتبنى خطنا؛ فتكون التجمع الاتحادي الديمقراطي، الذي نراه نواة للوحدة الشاملة.
رؤيتي لحل إشكال الحزب الاتحادي أن يكون بين كل قيادات الفصائل ميثاق معلن بأن دورها التحضير لمؤتمراتها العامة فقط دون ترشح أو نيل منصب، فنلاحظ اجتماع الأشقاء لتوحيد الحزب، ثم هذا الجمع يتحول إلى حزب، وكل القواعد بعيدة عما يحدث.
• وهل سيدعم رئيس الحزب هذه الخطوات؟
كما ذكرت لك سابقا مولانا لا يباشر عملاً سياسياً، علاوة على ذلك انتهت الشرعية التوافقية، ولا يمكن أن يدار حزب (بالريموت)، كما قال السيد الحسن. وحتى لا يقول لي أحد أنت أيضاً بالخارج، فنحن نعمل وفق مؤسسات بعد أن أرجعنا دستور الحزب إلى أصله، وأزلنا التلاعب الذي قام به بعض الانتهازيين، وتحويل كل السلطات من المؤسسات إلى منصب الرئيس.
• ربما يعود مولانا إلى البلاد في أي وقت.. كيف سيتم التعامل مع شرعيته بوصفه رئيس الحزب؟
– نحن نصنع في الشرعية، وستتقدم وجوه جديدة تماماً، ولن أكون من بينها. لن يتغير شيء، وإذا جاء مولانا سيبارك هذا العمل الذي لم يره في شلة (السيد كلفنا).