ترددت في تناول هذه الرواية التي كتبتها الكاتبة المصرية المعروفة نوال السعداوي المدافعة عن حقوق الإنسان وحقوق المرأة بصفة خاصة؛ لأنها تعرضت لقضايا مختلف عليها عقدياً ومجتمعياً، لكنني وجدت نفسي مدفوعاً للكتابة عنها؛ لأنها تعبر عن حال المرأة المقهورة في بلادنا الشرق أوسطية.
لم اجد عنواناً للكتابة عنها سوى هذا العنوان الذي استمديته من اسم “منظمة لا لقهر النساء السودانية” التي نجحت في الدفاع عن حقوق المرأة في بلادنا، ومازالت تسعى إلى إنصاف المرأة التي مازالت تعاني من بعض أوضاع القهر المجتمعي.
لن أدخل معكم في تفاصيل أحداث ومواقف الرواية التي دارت حول بدور التي دخلت في علاقة جنسية مع نسيم الذي صادفته في مظاهرة، لكنها وجدت نفسها منساقة نحوه، وهي تمشي وراءه، كأنما تمشي في النوم، عرض عليها نسيم الذهاب للمأذون لعقد زواجه بها، لكنه في اليوم التالي للمظاهرة اُعتقل، واختفى من حياتها، لكنها احتفظت بالجنين الذي بدأ يتشكل في أحشائها، حتى وضعت ابنة تركتها في الشارع لتجد من يتبناها، وتصبح بطلة الرواية زينة بنت زينات.
عندما كان يسألها المدرس عن اسمها الثلاثي تقول زينة بنت زينات، وتبدأ اللعنات تلاحقها من المدرس، ومن زميلاتها، لكنها صمدت في مواجهة اللعنات، وأصبحت موسيقية ناجحة بفضل يشجيع معلمة الموسيقى أبلة مريم التي اكتشفت موهبتها.
في مشهد اخر نتابع بدور الدامهيري، وهي تكتب رواية أعطت اسم البطلة فيها بدرية بدلاً من اسمها الحقيقي بدور، واسم البطل في الرواية نعيم بدلاً من اسمه الحقيقي نسيم، وكانت بدور قد تزوجت من زكريا الخرتيني، وأنجبت منه ابنة لكنهما ظلا يتشاجران، فيما يزداد التباعد العاطفي بينهما يوماً بعد يوم، رغم تظاهرهما في المجتمع كزوجين ناجحين.
على جدران المراحيض كانوا يكتبون إاسمها زينة بنت زينات، مصحوباً بالسباب واللعنات، بينما ظلت تصر زينة على هذا الاسم، وهي تفتخر بأمها زينات.
أحمد الدامهيري الذي تعلق قلبه بزينة بنت زينات درس علم الاجتماع السياسي في الجامعة الأمريكية، ويتحدث الإنجليزية والفرنسية، وزار أغلب مدن العالم لحضور مؤتمرات الأديان، بعد ان انتمى لجماعة من جماعات الإسلام السياسي.
حاول التقرب من زينة أكثر من مرة، لكنها تجاهلته، وظلت تبتعد عنه.ت
حول شعار الجماعة التي انتمى لها احمد الدامهيري من المصحف والسيف إلى الشريعة والمسدس، تحت إدعاء ان الدين يحتاج إلى القوة العسكرية التي تحميه، وكان قد ورث إيمانه بالله عن والده فضيلة الشيخ الذي كان يمتلك بيمينه ما يشاء من النساء العفيفات المحصنات، والغواني والعاهرات.
كتب الصحفي الشاب محمد أحمد مقالاً أشاد فيه بزينة بنت زينات، قال فيه إنها ليست كوكباً واحداً إنما كواكب متعددة،
تم اعتقاله وتعذيبه واتهامه بالكفر. ذات صباح قرأت بدور الدامهيري خبراً في الصحفة الأدبية بعنوان “الكاتب الكبير زكريا الخرتيني صدرت له رواية جديدة” لتكتشف بأنها روايتها المسروقة: لم تشعر بدور إلا وأنها متمددة على الرصيف، ولا شئ يتحرك فيها سوى فستانها القطني .. يحركه الهواء، ترفعه الريح عن جسدها وحولها أطفال الشوارع يغنون “ماما زمانها جاية .. جاية ومعاها هدية”.