في إطار التواصل المستمر للبعثة الدائمة للسودان مع منظمات الامم المتحدة بروما والتي تشمل منظمة الاغذية والزراعة والصندوق الدولي للتنمية الزراعية وبرنامج الاغذية العالمي، وفي ضوء قرار مجلس الدفاع والأمن اعتبار السودان منطقة كوارث طبيعية وإعلان حالة الطوارئ لمدة ثلاثة شهور بكافة أرجاء البلاد وتشكيل لجنة عليا لدرء ومعالجة آثار السيول والفيضانات، إلتقى سعادة السفير عبد الوهاب حجازي سفير السودان والمندوب الدائم لدى وكالات الامم المتحدة بروما، بالسيد دومينيك بيرجيون، مدير قسم الطوارئ وبناء الصمود، بمنظمة الأغذية والزراعة، حيث أطلع الأخير علي آخر المستجدات المتعلقة بالأضرار الناجمة عن الفيضانات والأمطار الغزيرة،
مبيناً أن فيضانات هذا الخريف هي الأسوأ منذ قرن. والتمس السفير مساهمة منظمات روما في الاحتياجات الآنية والمستقبلية لتلافي الاضرار والتي تشمل تأمين المأوى وسبل العيش والاحتياجات الأساسية للمتضررين إلى جانب أدوات ووسائل الحد من مخاطر الكوارث. منبها إلى أهمية القيام بعمليات اسعافية عاجلة للقطاع الزراعي مشيراً إلى الحاجة الماسة للعون العيني والفني والمساهمة في التخطيط طويل المدى وتنفيذ المشروعات الكفيلة بمنع حدوث هذه المعاناة مرة أخرى، بما في ذلك تأمين وسائل وأجهزة الإنذار المبكر ووضع خطة شاملة لحصاد المياه وتنفيذها بأسرع ما يمكن.
والتمس السفير تدخلاً مباشراً من رئاسة المنظمة وليس فقط على مستوى المكتبين الإقليمي والقُطري، وذلك بالنظر إلى الاضرار الفادحة التي سببتها الكارثة والتي تزامنت للأسف مع تفاقم الأوضاع الصحية الناجمة عن جائحة كرونا (كوفيد 19)، إلى جانب المهام الجسام، على كاهل الحكومة الانتقالية.
من جانبه أعرب السيد دومنيك فيرجيون عن تضامنه الكامل مع السودان في هذه المحنة منوهاً إلى عملية التقييم التي تجريها المنظمة الآن في معظم ولايات السودان. كما أوضح أن المنظمة قد قررت، كدفعة أولى، تخصيص مبلغ مالي لمقابلة الاحتياجات العاجلة، إلى حين اكتمال نتائج التقييم وإحصاء الخسائر والاضرار.
ورداً على طلب السودان الخاص بمساهمة المنظمة في عملية بناء السلام بالسودان، بالنظر إلى أن الكثير من العائدين من اللاجئين والنازحين ينتمون في الواقع إلى القطاع الزراعي التقليدي، أشار السيد بيرجيون إلى أنهم معنيون بالطبع بالنداء الذي أطلقه السيد أمين عام الأمم المتحدة حيال السلام بالسودان وأنهم سيلعبون دورهم كاملاً وأن مهام نزع السلاح وإعادة الدمج والتسريح موجودة بوضوح ضمن جدول أعمال المنظمة. فضلاً عن مشاركة المنظمة ضمن الشبكة العالمية لمكافحة الأزمات الغذائية والتنسيق الدولي حيال الجهود الإنسانية والتنموية وبناء السلام.