قال رئيس لجنة وساطة منبر جوبا توت قلواك إن تنفيذ اتفاقية جوبا يتطلب وجود طرف ثالث لانسياب عملية التفاوض من حكومة جنوب السودان، إضافة إلى الدول والمنظمات التي شكلت حضوراً بالمنبر، وهي الإمارات والأمم المتحدة والإيقاد؛ لذلك كان لابد من وجودها كطرف ثالث لتنفيذ الاتفاقية مع الأطراف المتفاوضة لتقريب وجهات النظر بين كل الأطراف، مبيناً أن الوساطة وجدت الترحيب والقبول من كل الأطراف.
وأشار توت -حسب سونا- في منبر طيبة برس اليوم بعنوان (أسرار المفاوضات وبشريات التغيير) بحضور وزير الثقافة والإعلام فيصل محمد صالح ومستشار رئيس الوزراء جمعة كندة ومفوض السلام بروفيسور سليمان الدبيلو إلى أهمية دور الوساطة الكبير في التوقيع على اتفاق جوبا بالأحرف الأولى، والوصول إلى نهايات ذلك بالاتفاق النهائي الذي سيوقع مطلع أكتوبر المقبل بجوبا.
وأوضح نائب رئيس الوساطة ضيو مطوك أن التفاوض بمنبر جوبا باسم حكومة السودان، وليس لطرف المدنيين أوالعسكريين، ونبه مطوك الى أن لقاء رئيس مجلس الوزراء الحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو خارج منبر جوبا هو خطوة ذكية ومتقدمة، وتشكل تفاوضاً خارج التفاوض الرسمي، لكنه دعم وساهم كثيراً في تقريب وجهات النظر للوصول للسلام.
وأشار مطوك إلى أن حرص رئيس جمهورية جنوب السودان الفريق سلفاكير ميارديت على سير المفاوضات كان له دور كبير في إنجاح العملية حيث وجه خلال جائحة كورونا بإيقاف جميع المناشط بالبلاد ما عدا محادثات السلام السودانية؛ لافتاً إلى ان استخدام وسيلة (الفيديو كونفرس) التي ابتدعتها الوساطة كان لها دور بارز في مواصلة التفاوض خلال جائحة كورونا لجهة تأثير أحداث الخرطوم في جوبا أمنياً واجتماعياً واقتصادياً وسياسياً، وضرورة تحقيق السلام عبر اتفاق واحد رغم تعدد المسارات منوها ًالى ان بدارفور ٩٨حركة مسلحة، واذا كانت مشكلتها قضايا فهي قد حسمت بجوبا.
وتابع مطوك رغم أن ملف عبد الواحد محمد نور ليس من اختصاصنا إلا أننا داعمون بشدة لمقدمه إلى الخرطوم من أجل التفاوض المباشر مع حكومة السودان، ونؤكد له أن ليس هنالك فرصة للسلام أفضل من هذه، وكل الأجواء محفزة لتحقيقه مؤكداً أن السلام عملية مستمرة تحتاج لخطوات واجراءات متتالية.
وأشاد وزير الثقافة والإعلام فيصل محمد صالح بفريق الوساطة قائلاً: “الجهود العظيمة التي قامت بها دولة جنوب السودان محل شكرنا وتقديرنا وإمتناننا وتؤكد أننا ما زلنا شعب واحد في بلدين وما قدمه فريق الوساطة من عمل ضخم يضمن صدق هذه المقولة”.
وقال البروفيسور سليمان الدبيلو رئيس مفوضية السلام “السلام أصبح في حكم المؤكد وتبقى فقط تنفيذ ما اتفق عليه ونحن في المفوضية كل همنا إكتمال إتفاقية السلام في الفترة المقبلة وننتظره بلهفة حتى يصبح حلم السلام واقعا بين الناس”.
ودعا مستشار رئيس الوزراء للسلام البروفيسور جمعة كندو إلى لتبشير بالسلام قائلا ً:”الاتفاقية حتى ولو كان بها نواقص فإن الإرادة الوطنية كفيلة بإكمالها؛ لذا فإن التبشير بالسلام هو ضرورة المرحلة، ولا مكان للإعلام السالب الذي يركز على السلبيات ويتغاضى عن الإنجازات”.
وأردف كندو قائلاً: “هذه الاتفاقية سودانية خالصة بما فيها الوساطة، ويسهل قراءتها، والتعامل معها وهضمها وتنفيذها، وما قدمه فريق الوساطة تجربة رائعة في عملية فض النزاعات تستحق التوثيق وتقديمها كنموذج متميز”.