بحسب ما قرأته من أحدث تحليلات في صحف غربية وخاصة أمريكية حول وضع العلاقات الأمريكية ـ السودانية وبناء صفحة جديدة عقب سقوط نظام الرئيس البشير، وطبقا لهذه التحليلات فان الوضع أصبح معقدا أكثر من الماضي للحكومة السودانية وشعبها، والأمر ليس أصبح المطالبة برفع أسم الخرطوم من قائمة الدول الراعية للإرهاب، ولكن المسألة متعلقة بنتائج الزيارة التي قام بها مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكية للخرطوم في الأسبوع الثالث من أغسطس الماضي، حيث كان من المتوقع الترتيب لحضور مندوب السودان إلى والعاصمة الأمريكية واشنطن لتوقيع التطبيع مع إسرائيل مع دولتي الإمارات والبحرين حيث رفض الدكتور عبد الله حمدوك الموافقة على هذا الأمر بحجة أن الحكومة الانتقالية غير مفوضة للتوقيع على هذا الاتفاق باعتبارها حكومة غير منتخبة عبر انتخابات عامة.
ولقد كان هذا القرار قد تسبب صدمة كبيرة للمسؤول الأمريكي حيث كان قرار غير متوقع للبيت الأبيض خاصة في مكانة وعظمة امريكا، حيث كان من المتوقع الاستجابة والخضوع لطلب الحكومة الأمريكية دون أبداء أدني أسباب او الاعتذار.
وتقول صحيفة واشنطن بوست الواسعة الانتشار أن رفض الحكومة الانتقالية لهذا القرار صعب من مهمة الوزير بومبيو للإسراع في صدور قرار رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإهارب من خلال التفاوض مع دوائر صنع القرار في الحكومة الأمريكية والدوائر اليهودية التي تعمل على الضغط باتساع دائرة تطبيع العلاقات مع إسرائيل في هذا القوت بالذات وربط ذلك بقرب موعد الانتخابات الأمريكية حيث هذا القرار يدعم الرئيس ترامب في حملته الانتخابية ضد مرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن.
الصحيفة تقول إن الاحتفال الذي تم مساء الثلاثاء الماضي في حديقة البيت الأبيض الأمريكي وشهد توقيع الاتفاق التطبيع مع إسرائيل بحضور وزيري خارجيتي الإمارات والبحرين هو الذي خطف الأضواء الإعلامية على مستوى العالم بحضور شخصيات أمريكية ذات نفوذ في الحكومة الأمريكية إضافة إلى وفود الدول الأخرى التي تم دعواتها لحفل التوقيع ، بأن هذا الاحتفال لن يتكرر ولن يكون بمثل هذا الزخم حتى لو وافق السودان ووقع على اتفاق تطبيع مع إسرائيل لانه لن يكون بمثل الزخم الذي حدث في الاحتفال الأول، وتكون الخرطوم في هذا الوضع مجبرة على توقيع الاتفاق دون شروطن ومن هنا يكون للخرطوم الأمر صعبا من أي وقت مضى. وكما نعلم ان الرئيس الأمريكي ترامب أعلن في حفل توقيع اتفاق الإمارات والبحرين بأن هنالك دول أخرى ستوقع اتفاق آخر مع إسرائيل.
وتأكد الصحيفة ان واشنطن تربط رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب بتوقيع الخرطوم باتفاق مع تل أبيت وليس مرتبط أصلا بموضوع دفع تعويضات لضحايا السفينة التي فجرت في تنزانيا لأنه هذا قرار صادر من محكمة قضائية يلزم السودان بتنفيذ قرار حكم المحكمة قانونيا.
وأخيرا أن الذي أزعج الحكومة الأمريكية بكل واضح رفض حكومة حمدوك الأزعان لطلب وزير خارجية واشنطنن والذي حضر إلى الخرطوم بنفسه وشخصيا لأخذ موافقة السودان على توقيع اتفاق التبطيع معا مع الإمارات والبحرين، ووقد كان قرار الرفض مزعجا لحكومة واشنطن والدوائر اليهودية في أمريكا. مما تسبب في غضب عارم ضد موقف الخرطوم الغير متوقع للإدارة الامريكية.