الفنان السودانوى الضخم صديق احمد هو فنانى المفضل بعد العملاق محمد وردى ..وهو لم يرفض لى يوما طلبا بالترنم باغنية نوبية عذوبة درج على ادائها عندما يتواجد مع اهل الشمال الاقصى لتذكيرهم بانه وان تعرب لسانه فهو يحن لجذور أبائه رؤساء المراكب الذين قبّلوا نحو أرقى شرقى الدبة من فريق المحس ، ويقول مطلع الاغنية ؛ خشينا وها قد جاء اوان ما كنا نخشى منه…!!
و ماكنا نخشى منه هو ان يتم الغدر بالثورة الفتية وان تحال الى الكساح على يد المحاصصة الحزبية . و فى المحاصصة للاسف عاقبت حكومة حمدوك الحزانى فى شمالنا الحبيب بوالية تنتمى لحزب المؤتمر السودانى لا تعرف اين يقع خور موسى باشا والى اى محلية تتبع قرية سيدى عكاشة … وكنا قد سألنا عند اعلان المحاصصة … بأمارة ايه ينال اسم النبى حارسه عمر الدقير الشمالية وهو الذى لا يملك اية خبرة او معرفة بمشاكل الولاية الشمالية المتلتلة حتى يقتطعوا له ذلك الاقليم العزيز ..
علما بأن هذا الرجل كان من المفترض ان يجتمع بجماعة البشير يوم 20 ديسمبر بعد بداية الثورة بيوم واحد للتنسيق معهم حول انتخابات 2020 التى كان سيشارك فيها حزبه . وبالقطع كان البشير سيكافئه بكوتة تناسب حزبه الصغير.. لكن ما كان ليسمح له كيزان دنقلا والشايقية بتولية الشمالية حتى ولو حلف برب البيت او طلع القمر وعاد لكوكب الارض .. واقتطع له رجل الجود والكرم حمدوك الولاية الشمالية بطيب خاطر مثلما اقتطع للحزب الصغير الاخر ( التجمع الاتحادى ) ولاية نهر النيل .
حتى الاسبوع الماضى كان الطيبون فى الولاية
الشمالية يتساءلون عن برنامج السيدة الوالية
يحدوهم الامل ان لا تكون سلتها فارغة مثل حكومة حمدوك..لكن الوالية الهمامة التى جاءت الى هذا المنصب من وكر الكيزان فى جامعة دنقلا لم توفر وقتا ووجهت عوضا صفعة مدوية للثورة و للثوار و لسكان الولاية باسرها ..
حيث اعادت ارتال من الكيزان الى الوظائف القيادية فى الولاية بينهم معتمدو محليات فى خطوة وصفت بانها وضعت حدا لاحلام التغيير .انها ببساطة تقول للكيزان معلهش واسفين واعفوا لنا ما فعله السفهاء منا.. جماهير الولاية تنادى بكنس الكيزان وازالة عناصر الدولة العميقة وهى تسكنهم فى وظائف عليا !!!
هذه السيدة يقال انها انضمت لحزب المؤتمر
قبل شهور قليلة من اختيارها والية للشمالية ..
لماذا حزب المؤتمر وليس غيره .. هل ياترى للامر علاقة بالمثل المصرى الذى يقول ( القرعة تتباهى بشعر بنت اختها ) ام ان الامر وراءه نظريات مؤامرة ينبغى قراءتها بتمعن والتعامل معها بجدية !!
إن الحسنة الوحيدة فى الشمالية هى عدم وجود اى صراع اثنى او طائفي او مناطقي لان الناس سمن على عسل و يتعايشون فى سلام و نسيجهم الاجتماعى موشح بالطمبور و الدليب و الجابودى .. لكن هل سألوا العرافات فى دنقلا العرضى ان كان التعويل على السلم الاهلى امرا مضمونا مائة فى المائة ؟! هل بساطة الناس وطول بالهم وعقلانيتهم مدعاة للتغول على حقوقهم واجهاض تطلعاتهم وقتل احلامهم غيلة ؟!
لقد باتت الفرصة مواتية لثوار الشمال لكى يشعلوا الموجة الثانية من الثورة للتخلص من الكيزان و اصدقائهم فى الهبوط الناعم مثل حزب الدقير بضربة واحدة .!!