أحد طلابي في الدراسات العليا والموظف يومئذ في سفارة خادم الحرمين الشريفين قدم لي قبل سنوات بطاقة دعوة لحضور احتفالات السفارة بمناسبة اليوم الوطني للمملكة.. وظن في شخصي خيرا فاهداني مجموعة من اصداراتهم التعريفية.. لما سالني بعد أيام أن كنت قرأت !.. قلت : وهل احتاج لكم تعريفا ؟! اننا نحبكم ونحب المملكة لأنها تضم أطهر بقعة في الأرض.. وقد بلغتنا دعوة أبينا إبراهيم فكتب علينا أن تهوي إليكم.. وجعلكم الله في مستوى الحدث لتستقبلوا من يؤمون بلدكم الطاهر رجالا وعلى كل ضامر أو سيارة أو أقبل عليكم على متون الخطوط الجوية أو البحرية من كل فج..
انه قدرنا أن نهوى إليكم.. وجعل الله قدركم في خدمة حجيج الرحمن وعمار بيته.. وأعلى منزلتكم بهذه الخدمة فجعل من حقكم ان تفتخروا بذلك على العالمين.. وجعلتم ذلك رمزا ولقبا يمنح مليككم ما يزدان به قدرا ومكانة.. فما أعظمها من مهنة.. وما أعظمها من شرف باذخ.. يتقاصر دونه كل شرف وكل مكانة..
وجعل ما يزيد على خمس سكان المعمورة أن يجعلوا تاريخهم الحقيقي يبدأ يوم ان نالوا شرف الانتماء للإسلام.. فإن جاء موعد التاريخ مع مملكتكم العالية المقام في قلوبنا سطرتم بأحرف من نور تاريخا مشرفا جديدا : تنظيما وترتيبا لمفردات الحداثة.. وتوظيف كل ما حبى الله مملكتكم من الخير في تاسيس دولة تقف في عزة وفخار مع رصيفاتها من الدول العظمى وتفوقتم عليهم بتعظيم مقدساتنا وتسخير خيركم لخدمة الحجيج.. وارتباطكم بالدين الحق وقيمه الإنسانية..
أن من حقكم أن تحتفلوا بيومكم الوطني.. بعد أن وصلتم إلى هذا المقام الرفيع بسياستكم وقيمكم وتنظيمكم واخذكم بأسباب صدارة الأمم.. ومن حقنا أن نحتفل معكم ونشاطركم الفرحة ونشارككم الاعتزاز بما حققتموه ونعلن عن شكرنا لاشقائنا بما نلقاه من روح الإخاء في السراء والضراء.. ونسأله تعالى أن يزيدهم مكانة وعزا وان يبسط عليهم امنه وسلامه..
شكرا لكم..