تلقيت رسالة (واتسابية) مشبعة مقنعة العبارات لا تسبب عسرا في الهضم ولا تشعرك بغير أن من بعث بهذه الرسالة علي قدر واسع من الفهم و التحضر، لا يمزج الخاص بالعام يحمل موديل و طراز جديد من التفاعل و التعامل لم نألفه و لم نعتده من اولئك المسؤولين الذين ما أن تشعرهم بطريقة موضوعية مهذبة بوجهة نظر ناقدة سرعان ما يتحسسون ما تبقي لديهم من عبارات تهديد بفتح بلاغ في جرائم المعلوماتية، التي ما هي إلا خط دفاع وهمي لتضخيم ضعفه في محاولة يائسة ليبعد عنه ما ورد من نقد موضوعي مشروع يعجز عن الرد عليه بالامانة و الصدق .
قبل يومين (السبت) تناولت في هذه المساحة من زاوية (رحيق السنابل) بالنقد ما يجري الآن في مشروع الجزيرة تحت عنوان ( مشروع جزيرة بلا مجاملات) استعرضنا فيه حالة البطء التي تلازم هرمي القيادة بالمشروع ممثلة في المحافظ عمر مرزوق الذي ومن خلال الحالة الراهنة في المشروع و بشهادة عدد من الخبراء و الذين عملوا و زاملوا مرزوق الذي يفتخر بأنه من أنصار قانون 2005 للمشروع و كذلك قانون جمعيات الانتاج الزراعي و الحيواني المعدل 2014 في الوقت الذي أجمع مزارعو الجزيرة علي ضرورة الغاء هذا القانون، يرسل مرزوق برسالة لجهات يعلمها و نعلمها نحن أيضا بأنها لن تضار مصالحهم طالما هو موجود محافظ لهذا المشروع ذلك الموقع كان مجرد حلم حققه له شيخ عبدالله ازرق طيبة دون المرعاة لأي خبرة أو مؤهل أوتاريخ في الدفاع عن المشروع في العهد الماضي ليصبح المعوق الحالي للنهوض بالمشروع .
جاء في ذات الموضوع ملاحظات ناقدة لرئيس مجلس الادارة الدكتور صديق عبدالهادي و الذي تنبأنا له بخوض تجربة ليست بالساهلة علي الرغم من رؤيته المتكاملة التي طرحها من قبل في عدد من مقالاته و في ما كتبه من أسفارو لقاءات و لكن من سوء حظه و حظ انسان مشروع الجزيرة أن وجود محافظ للمشروع علي طرف نقيض من أفكار و رؤية عبدالهادي الذي ربما سيواجه بحفر و بعدم تعاون من مرزوق يعوق النهوض بالمشروع و هذا ما يحدث الآن بالضبط و لن يتوقع حدوث أي إختراق لقضايا المشروع الرئيسة وحلحلتها في ظل وجود بؤرة تشاكس وخلاف حتي و لو لم تظهر للعيان بصورة سافرة، الامر الذي ستكشفه الايام القادمة لأن المحافظ مرزوق لا يمثل قضايا المزارعين و ليست له رؤية لما قد يكون عليها المشروع القادم في ظل ما يواجهه من تعقيدات. وجهنا بعض الاتهامات لعبدالهادي تتعلق ببطء الحركة في اتخاذ القرارات وهي طبيعة الحكومة الانتقالية و كذلك وجهنا له النقد بعدم لقاء المجموعات المهتمة والمتخصصين من الذين عملوا بالمشروع علاوة أنه لم يتم الاعلان بعد عن تكوين مجلس الادارة للمشروع ووضعنا امام هرمي الادارة بأن بقاءهما في المشروع رهين بنجاح العروة الشتوية القادمة .
و بما أن رئيس مجلس الادارة الدكتور صديق عبدالهادي من المتابعين لكل ما يكتب خاصة عن مشروع الجزيرة فقد اطلع بما جاء في العمود (مشروع جزيرة بلا مجاملات) ليبعث الي برسالة المختصر المفيد شاكرا علي الموضوعية و النقد الايجابي الذي يحد منه كل تقدير . اوضح عبدالهادي في رسالته بأنه قد تم تكوين مجلس الإدارة و قد طلب من الجهات المختلفة تسمية ممثليهم في المجلس و لا يبدو أن أي جهة استجابت لذلك إلا أن أكثر ما أشعره بالالم علي حد قوله، عدم استجابة أهل المصلحة الحقيقية و هم المزارعون الذين لم يتفقوا بعد علي ممثليهم واصفا أن مجلس الادارة بدون مزارعين سيكون مجلسا مقعدا موجها لهم النداء أن يثوبوا لصوت العقل و يسرعوا لنبذ الفرقة و الشتات و الخلاف بينهم و في ختام رسالته الدسمة طالب بمواصلة الكتابة النقدية لجهة أن المسئول لا يصحو بدون الاصوات الناصحة من حوله .