منظمات الامم المتحدة تعتمد منهجا مفيدا في التخطيط والتنفيذ ، وهو نظام مدهش جدا يتلخص في شجرتين هما شجرة المشكلة وشجرة الحل ، فشجرة المشكلة تلخص مصدر المشكلة واسباب تفاقمها وانتشارها ، اما شجرة الحل فتحدد الطريقة المثلي لكيفية العلاج والوسائل المتاحة لتنفيذ خطة العلاج بتوظيف وسائل من نفس البيئة
وإستخدام عناصر بشرية من ذات المجتمع المستهدف.
السودان وطن عزيز سقط في حبائل شبكة معقدة من الفشل المستمر وهي شبكة صنعها ابناؤه بأيديهم وبمحض إرادتهم ، وقد تكون نخبه السياسية والثقاقية هي المتهم اﻷول في صناعة شبكة الفشل تلك منذ أن عجزت في رسم خارطة وطنية محكمة تحمي البلاد من الصراعات واﻹنحراف نحو الفساد وتؤهل الوطن للبناء والنهضة .
يبدو ان النخب السياسية السودانية والحكومات المتعاقبة قد تجاهلت عن قصد او دون قصد اﻹستعانة بشجرة النجاح مما اوقعها في فخ شبكة الفشل، والتي جعلت السودان يتدحرج الي الخلف في الوقت الذي تندفع فيه كل الدول الاخري بمافيها الدول المجاورة له بسرعة فائقة إلي اﻷمام، فقد أصبحنا جميعا حكاما ومحكومين من مدمني الفشل.
وحتي تتضح الصورة فإن مواصفات الدولة المحتجزة تحت سيطرة شبكة الفشل تكون علي النحو التالي:-
- تظل رهينة الاستغلال رغم حصولها علي الاستقلال .
- تسيطر علي بعض قادتها السياسين الروح اﻹنهزامية والرغبة في استلاف الافكار السياسية والثقافية من دول ومجتمعات اخري.
- تسود علي سلوك قادتها و مواطنيها ثقافة سالبة وهي توظيف الحق العام للوطن لصالح الكسب والمنفعة الشخصية لضآلة اﻹحساس بالوطن وحقه المقدس.
- انتشار الفساد ليغتني بعض اﻷفراد ويفتقر الوطن بأكمله.
- تظل حكوماتها ضعيفة رهينة لصراعات المحاور الاقليمية والدولية مسلوبة اﻹرادة ومخترقة من قبل مخابرات دول أخري .
- تظل رهينة الفقر والتدهور علي رغم من امتلاكها أضخم الثروات وفي مختلف المجالات.
*يتسلل الي نفوس ابنأئها اليأس لتكون الهجرة والسفر والهروب بعيدا عنها هو كل هدف شبابها. - وقد يكون اسم تلك الدولة السودان.
- السودان يحتاج الي مشروع جديد يمكن ان نطلق عليه مشروع شجرة النجاح وهو يعني ببساطة زراعة بذرة النجاح في نفوس السودانيين من جديد
ﻹستبدال شبكة الفشل بشجرة النجاح ، وهي شجرة تظهر الي الوجود بمخالفة مواصفات الدولة الفاشلة.