لو ماعجيني مين بيجيني ؟؟ كلمات صادقة جدا تنسب ﻷحد حكماء السودان وشيوخه العارفين الشيخ العبيد ودبدر ، فهي كلمات تستحق ان تكتب بحروف ذهبية مشرقة في واجهة مجلس الوزرا ومدخل القصر الجمهوري وعند مدخل البرلمان ولتبقي خلفية ثابته في كل جلساته .
كل اسباب فشل الساسة تتمركز حول عجين الخبز مثلما أن اهم اسباب نجاح الحكومات واستقرار البلدان وتقدمها مرتبط بوفرة الخبز. إذن النجاح يبدأ من عجين الخبز ووفرته والفشل ينطلق من انعدام الخبز ودخوله السوق الأسود ودوائر التهريب والغلاء الفاحش ، وبمراجعة سريعة لتاريخ الحكومات وزوالها نجد أن قضية الخبز هي القاسم المشترك لكل الحكومات الفاشلة واﻷنظمة المقتلعة.
تداولت المواقع اﻹخبارية اعلان وزارة التجارة خروجها من دائرة المسئولية عن دقيق الخبز وتوزيعه وكأنها بذلك تعلن علي الملأ فشل الحكومة اﻹنتقالية وعجزها التام في توفير الدقيق ووفرة الخبز وهزيمتها الكاملة ليتمدد الغلاء وتسيطر دولة الخبز التجاري والذي لا كابح لقفزات اسعاره ، وكأنما الحكومة اﻹنتقالية ووزارة تجارتها لاتدرك ان السلام الحقيقي يبدأ بتوفير الخبز وينتهي بالفشل في توفيره بسعر معقول، فمن يخبر البرهان وحمدوك وحميدتي وكل طاقم قادة الحكم اﻹنتقالي انهم فاشلون جدا طالما انهم عاجزون امام توفير الخبز وتهرب وزارة تجارتهم من مسئولية توفير الدقيق وتوزيعه ومراقبة حركته وحمايته من تلاعب لصوص التوزيع وسارقي قوت الشعب.