نظم مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي بالتعاون مع أسرة وأصدقاء الصحفي الراحل مؤمن الغالي حلقة نقاش عن العمود الصحفي في الذكرى السنوية لوفاته، وذلك في صباح السبت (3 أكتوبر 2020م) بقاعة دار المصارف بالخرطوم، بحضور عدد كبير من رجال الإعلام والصحافة والقانون.
ترأس جلسات حلقة النقاش الصحفي نجيب نور
الدين، وخاطب المجتمعين في مفتتح اللقاء نيابة عن أسرته شقيقه الصحفي الدكتور
مرتضى الغالي من محل اقامته في الإمارات؛ مفصلاً حديثه عن حياة المرحوم الأسرية
وعلاقاته الإنسانية بهم، وبأصدقائهم، وبزملاء المهنة في التجارة التي مارسها
باكراً في حياته، وتناول كذلك تنوع اهتماماته وتواصله من مع ألوان الطيف من
إعلاميين ورياضيين ومثقفين، ومن مختلف الطبقات والفئات المجتمعية، شاكراً لمركز
عبد الكريم ميرغني والمنظمين والحضور إقامة حفل التأبين.
ألقى رئيس تحرير الأيام وأحد مؤسسيها
الأستاذ محجوب محمد صالح كلمة قصيرة شاكراً لمنظمي اللقاء مبادرتهم بأن يكون
التأبين بما يليق بالفقيد، وذلك بإقامة حلقة نقاش حول العمود الصحفي، مشيراً إلى
أن هذا العمل سيكون مفيداً للعاملين في الحقل الصحفي، علماً يمشي ويدوم بين الناس،
وهو في مقام الصدفة الجارية.
وأشار صالح إلى لمحات من حياة الكاتب، وكيف
بدأ بالتجارة، وانتهى به الأمر صحفياً متميزاً، كما أشار إلى أهمية العمود الصحفي،
موضحاً وما يجب ان يتميز به من غيره من الكتابات الصحفية.
واستعرض مدير الحلقة نجيب نور الدين الورقة
التي أعدها الدكتور عبد الحكيم خليل حول أسس كتابة العمود الصحفي في الشكل
والأسلوب والموضوع، كما تناول مجالات تنوع الكتابة في العمود الصحفي بين السياسي
والاقتصادي والثقافي والرياضي، ومختلف مناحي الحياة، وأهمية العمود الصحفي
وتأثيراته في الرأي العام.
وقد علق رئيس مجلس إدارة صحيفة
“التحرير” الإلكترونية المستشار البشرى عبد الحميد على الورقة، مشيراً
إلى تنوع مجالات العمود الصحفي التي قد تشمل بجانب ما طرح في الورقة العمود الذي
يتسم بالصيغة الحوارية، أو تلك التي تكتب ردا على تساؤلات ترد من القراء للكاتب،
وكذلك الكتابات التي تتميز بعرض الموضوع في شكل مسرحي متكامل يعكس الأحداث؛ مشيراً
إلى أن أفضل مثال لذلك ما كتبه الراحل مؤمن – رحمه الله – في عموده شمس المشارق،
وهو يصف الوضع في الإنقاذ في حلقات متتالية، وتم عرض مثال لها من المنصة.
كما أشار إلى ضرورة تجويد العمود الصحفي
خصوصاً من خلال تجنب بعض العيوب والأخطاء التي يرتكبها بعض كتاب الأعمدة والصحفيين
بشكل عام، وذلك فيما يتصل بالأخطاء اللغوية والكتابية في أسماء الاشخاص الرسميين وغيرهم
ووظائفهم، وكذلك الأخطاء في كتابة علامات الترقيم، وعدم الاهتمام بتوثيق المعلومة
بما يعطي المقال مصداقية أكبر، خاصة في ظل الأوضاع الحالية التي تنقل فيها بعض
المعلومات من مواقع التواصل الاجتماعي، وتصاحبها الاخطاء مما يقلل من مصداقية
الصحيفة والكاتب، وربما تضعهما أمام المساءلة القانونية، إضافة إلى ما يرد في بعض
الكتابات من إساءات لأشخاص أو قبائل او مجموعات اثنية، وهي أمور يجب العمل على
تجنبها.
حول أثر العمود الصحفي، ابتدر النقاش الدكتور صلاح محمد إبراهيم الذي تناول تاريخ العمود الصحفي وتطوره؛ مشيراً إلى محطات في هذا المجال في تاريخ العمود الصحفي في الولايات المتحدة وبريطانيا ومصر، وختمها بما حدث من تطورات في هذا المجال في السودان، مع الاشارة إلى بعض أشهر كتاب الأعمدة من إعلاميين وسياسيين، وما ظلوا يشكلونه من أثر في الرأي العام.
وابتدر النقاش في المحور الثالث حول العمود الصحفي والقانون المحامي نبيل أديب متحدثاً عن المسؤولية القانونية للصحفي ورئيس التحرير والناشر، بموجب قانون الصحافة والمطبوعات، وما يعتري القانون من عيوب يجب العمل على إصلاحها، مضيفاً بأن كل القوانين الخاصة التى صدرت في هذا المجال كانت معيبة، وأن عدم وجود قانون ربما كان أفضل من كل ما حدث، كما تحدث عن الملكية الفكرية وحق الكاتب والصحيفة في إطار ما يتم من تعهدات وتعاقدات بين الأطراف.
وحول المحور ذاته، تحدث أمين مجلس حق المؤلف والمصنفات الأدبية حاتم الياس موسى متناولاً قانون حماية حق المؤلف؛ ومشيراً إلى ضعف القانون، ووجود بعض الجوانب السلبية التى يجب مراجعتها بشكل كامل في إطار إصلاح القوانين.
وقد علق على هذا المحور كل من المحامية سارة عبد الرحمن دقة، ووكيلة وزارة العدل سهام عثمان.