نظمت جمعية الصحافيين السودانيين بالمملكة العربية السعودية، السبت الماضي (٣ أكتوبر ٢٠٢٠م)لقاءً تنويرياً مع الأمين العام لجهاز شؤون تنظيم السودانيين العاملين بالخارج مكين حامد تيراب. عبر الأمين العام “للمغتربين” عن شكره وتقديره للجمعية وهي تحرص على التواصل، وتقديم المبادرات العملية، بما يبرز ويعزز دور المغتربين ومنظماتهم المدنية في مرحلة البناء والتنمية.
وأوضح الخطوات التي تمت لتنفيذ مبادرتي “وحدة مبادرات المغتربين” التي تجتمع فيها كل المبادرات التي دفع بها المغتربون لدراستها مع الجهات المختصة ووضع الآليات لتنفيذها، ومبادرة “المنصة الإلكترونية” التي تعمل على تجسير العلاقات بين الأجهزة الحكومية والمواطنين والمغتربين بصفة خاصة، وإزالة الجفوة مع الجهاز.
في بداية الاجتماع رحب رئيس جمعية الصحفيين السودانيين بالمملكة العربية السعوديةالدكتور حسين حسن حسين بالأمين العام لشؤون المغتربين، مؤكداً حرص الجمعية على التواصل مع مؤسسات الدولة، خصوصاً وزارة الثقافة والإعلام، وجهاز المغتربين، وتقديم المبادرات الطموحة التي يطرحها منسوبوها للمساهمة في بناء الوطن، وذلك وفق الشراكة الذكية التي تجمع الجمعية مع جميع الإدارات التنفيذية ذات الصلة بالبلاد.
وأشاد حسين بالعلاقة المتميزة التي بدأت تظهر بين “شؤون المغتربين” ككيان حكومي والمغترب، حيث كانت هنالك جفوة عميقة صنعها الجهاز بسياسياته الإقصائية، وقصر دوره على الضرائب وجمع الأموال.
تحويل آمن لأموال المغتربين
أكد تيراب لأعضاء الجمعية أن مساعي تحويل أموال المغتربين بالعملة الصعبة عن طريق بنك السودان بلغت مراحل متقدمة، مؤكداً أن الجهاز قدم رؤية طموحة ومحفزة لبنك السودان لخلق شراكة حقيقية بين المغترب والبنك المركزي تضمن حفظ حقوق العاملين بالخارج. وأكد أن هذه الخطوة تعدّ في غاية الأهمية لأنها ستعيد للجهاز المصرفي توازنه، وستحافظ على ثبات سعر الصرف بعيداً عن مضاربات تجار العملة، مشيراً إلى أنهم في وضعوا يدهم على 7 صرافات تابعة لأجهزة النظام البائد، وسوف تحول إلى شركة مساهمة تساعد على تحويل مدخرات المغتربين.
سن قوانين جديدة للاستثمار وجزم مكين، بضرورة تغيير قانون “جهاز شؤون المغتربين” الذي يعدّ مكبلاً ومعطلاً لطاقات وإمكانيات العاملين بالخارج، لأنه وُضع في الأساس الأول لفرض الجبايات والضرائب، وحان الوقت لتغيير مفاهيمه ليكون له القدح المُعلى في تنمية الوطن وفق تسهيلات وحوافز مشجعة للعودة الطوعية، وسن قوانين استثمار جديدة تتيح لنا الاستفادة من ثروات البلاد المُعطلة، وأبان مكين “أن هذا الوضع تتطلب منا منذ تكليفنا بمهام شؤون العاملين بالخارج إعادة هيكلة الجهاز الذي كان مترهلاً، وكانت هناك 14 إدارة تتبع مباشرة إلى الأمين العام لرفع التقارير، فتقلصت إدارات الجهاز إلى 8 إدارات، ونتوقع أن ننتهي من الهيكلة قريباً.
مدن سكنية بتكلفة 100 مليون دولار
عن الأهداف الإستراتيجية لـ “شؤون العاملين بالخارج” أوضح مكين أن رؤيتهم في خدمة قطاع المغتربين تتلخص في أربعة محاور أساسية ترتكز على التعليم والصحة والإسكان والاستثمار، وشدد على سعيهم الجاد إلى إعادة النظر في رسوم الجامعات الخاصة لأبناء المغتربين، وذلك بالتعاون والتشاور مع وزارة التعليم العالي، وأضاف أنهم الآن يخططون لإنشاء ثلاث مدن سكنية في ولاية الخرطوم بمواصفات عصرية تُطبق فيها المعايير الدولية، وتنتهج التوسع الرأسي، وذلك بتكلفة 100 مليون دولار، وقال: “دينا تفاهمات مع بعض الشركات الخليجية التي لها خبرات متراكمة في هذا المجال، وأوجدنا بحمد الله قنوات محلية للتمويل”. وأكد مكين أنهم قطعوا شوطاً كبيراً في تحديد الأراضي داخل النطاق العمراني المرغوب للولاية، وسوف يستفيدون من الأراضي التي انتزعتها لجنة التمكين لصالح المغتربين.
مبادرات جديدة لأعضاء الجمعية
ومن جهتهم، أمن أعضاء الجمعية على ضرورة استمرار تعاون الجمعية وغيرها من منظمات المجتمع المدني الحكومة حتى تحقق الفترة الانتقالية أهداف ثورة ديسمبر المجيدة، ودفعت الجمعية عبر أعضائها بحزمة من المبادرات الجديدة التي تصب جميعها في تنمية وخدمة المواطن، ومن أبرز المبادرات المقدمة حفظ بيانات العاملين بالخارج عن طريق استحداث “رقم المغترب” الذي يسهل للجهات الحكومية الاستفادة من الخبرات السودانية في شتى المجالات، وكذلك مبادرات “شكراً المغترب” ومبادرة “بنك المغترب” وإعادة النظر في قبول المغتربين في الجامعات السودانية وتخصيص مقاعد خاصة لهم في مؤسسات التعليم العالي، كما شملت المبادرات “إنشاء شركة خدمات” توفر كل لوازم الحياة الكريمة لهذه الفئة؛ على أن يكون توريد قيمة الخدمة بالعملات الأجنبية لبنك السودان. وطالب مكين الجمعية بإعداد وتنظيم ورشة عمل موسعة وجلسات عمل لمناقشة ودراسة تفاصيل كل المبادرات المطروحة ووضع الآليات اللازمة لتنفيذها من خلال أوراق عمل يقدمها أعضاء الجمعية.
ونوّه د.حسين بأن ورشة العمل المقترحة سيتم توجيه الدعوة إلى كل أعضاء الجمعية، والمختصين والخبراء، وكل الجهات ذات الصلة، والتنسيق مع الجميع لبلوغ الأهداف المرجوة.
أدار اللقاء أمين مال الجمعية عبدالرحيم عبدالخالق الذي ختم بشكر الملتقى السوداني الثقافي الاجتماعي الرياضي على استضافته اجتماع الجمعية مع الأمين العام لللمغتربين، مؤكداً عمل الجميع بما يحقق مصلحة الوطن والجالية السودانية.
وقدمت جمعية الصحفيين درعاً تذكارياً إلى الأمين العام لجهاز شؤون تنظيم السودانيين العاملين بالخارج تعبيراً عن التقدير لما ظل يقوم به في الرياض من خلال انخراطه في العمل العام، ورئاسته الملتقى السوداني، وتهنئة له على اختياره أميناً للمغتربين، وهو واحد ممن دفعوا ثمن الغربة، وشارك في تقديم الدرع رئيس الملتقى المهندس عبدالمنعم العوض.