في اليوم الثاني من جدول أعماله، ووسط حضور حافل من جمهور الأدب، وعبر شهادات وإفادات قدمت لكبار الشعراء، وأوراق علمية رصينة تناولت النقد التطبيقي، ونقد الشعر في المقررات والمناهج، اختتمت فعاليات ملتقى الخرطوم لنقد الشعر السوداني في دورته الثالثة 2020م، والذي ينظمه بيت الشعر الخرطوم تحت شعار نقد الشعر السوداني ورهان الفاعلية، وشخصيته هذا العام الناقد الشاعر محمد محمد علي، وشهدت جلسات اليوم الثاني الأوراق العلمية لكل من الأستاذ أسامة تاج السر، حول حركة النشر والتأليف بالتعويل على الشعر، دراسة توثيقية إحصائية، وورقة الدكتوره رندة الإمام يوسف المعنونة بـ: تراجم الحائرين دراسة في دواوين صدرت من دائرة الثقافة بالشارقة. وأدار الجلسة الدكتور الأصم بشير التوم، مدير دار النشر جامعة الخرطوم، وعرضت الجلسة الثانية ورقتي البروفيسور محمد المهدي بشرى، قراءة في ديوان الخرطوم الثاني، وعادل سعد يوسف المتناولة العناصر الدرامية في شعر محمد الحسن سالم حميد، قصيدة الضوء وجهجهة التساب نموذجاً، وأدار الجلسة الأستاذ عماد محمد بابكر.
وشهدت الجلسات نقاشًا وتداولًا استمر لوقت طويل حول الأوراق المقدمة، حيث تباينت وتبلورت الرؤى وتكاملت ليخرج الملتقى برؤية وتوصيات جديدة تضاف لأهدافه وشروطه العامة.
وتلا على الجمهور التوصيات الختامية لملتقى الخرطوم لنقد الشعر السوداني 2020م، عضو اللجنة العلمية الدكتور سعد عبدالقادر العاقب، تمثلت في ثلاثة مرتكزات، وهي أفق الملتقى والمحاور والشروط، ففي أفق الملتقى أوصت اللجنة العلمية بضرورة إنشاء مجلة علمية محكمة لنشر أوراق الملتقى وغيرها من أعمال الباحثين، والانفتاح على استكتاب الباحثين والأكاديميين في الجامعات السودانية، وتوسيع مشاركتهم، وتبكير الدعوة للاستكتاب بعد نهاية الدورة الحالية مباشرة، كما دعت التوصيات إلى الانتقال للأقاليم المختلفة واستكتاب نقادها ومثقفيها حول المجال.
وفي محاور الملتقى أوصت اللجنة العلمية بتناول إسهامات النقاد السودانيين مطلع الحداثة وأثرها على حركة الشعر .. حمزة الملك طمبل – الأمين علي مدني – محمد عبدالرحيم – محمد عبدالحي – محمد إبراهيم الشوش – عبدالقدوس الخاتم – تاج السر الحسن وآخرين. إلى جانب المدارس النقدية الحديثة في أعمال نقاد الشعر السوداني النظري والتطبيقي، المنهج الشعري القديم في الشعر المعاصر، وشددت اللجنة في الشروط على الالتزام بالمنهجية العلمية لكتابة الورقة العلمية، ولا سيما وضوح الهيكل المنهجي العلمي للدراسة: المستخلص، والمقدمة، والمنهجية، والتمهيد اختياري، والتقسيم لمحاور أو مطالب، وليس لفصول ومباحث توضح المحاور داخل المتن بعناوين جانبية.
بينما شهد اليوم الختامي للملتقى جلسة مخصصة للشهادات والإفادات لكبار الشعراء والمؤسسات الثقافية المهتمة بالثقافة والأدب، حيث قدم مركز عبدالكريم ميرغني الثقافي شهادة حول تجربته ودوره في النشر بالتعويل على الشعر، أعدتها وقدمتها للملتقى الأستاذة رباب نور الدين، وقدم الشاعران الكبيران ميرغني ديشاب، وعبدالقادر الكتيابي، شهادتيهما عن تجاربهما في الحياة، فقد وجدا تفاعلًا كبيرًا من الجمهور، حيث طوفا على عوالم الحياة البدائية المتمثلة في النشأة والتربية والتعليم، وتطرقا للجانب الإبداعي والطرائف والمواقف التي واجهتهما كل تحدث من منظوره ومعايشته وقدم الشاعران قراءات شعرية في نهاية حديثهما عن التجارب.
وكرمت اللجنة العليا للملتقى ممثلة في رئيسها الدكتور الصديق عمر الصديق، مدير بيت الشعر الخرطوم، ورئيسة اللجنة العلمية الدكتوره هالة أبا يزيد بسطان، أمين الشؤون العلمية بجامعة أم درمان الأهلية، والشاعرة ابتهال محمد مصطفى تريتر، نائبة مدير بيت الشعر، الرئيسة المناوبة للجنة الإدارية، كرموا المشاركين من مقدمي الأوراق العلمية والإداريين وأعضاء اللجنة العلمية، ويعد كتاب (أوراق نقدية) الذي صدر متزامناً مع الملتقى أحد أبرز الأعمال الجديدة هذا العام.