ثمة أشياء تستوقف الإنسان عند قراءة كل كتاب يقرأه من حيث مفردة الكتابة وموضوع الكتاب وتتابع السرد واللغة التي كتب بها ..وهي في غالبها الأعم اللغة العربية ..
ولكن دكتورعمرمحمد بليل كتب كتابه ) TWo LIVES ) باللغة الإنجليزية وهي لغة لا توجد فيها المفردات المترادفة التي تتمتع بها اللغة العربية ذلك بالإضافة لوجود المصطلحات الطبية التي تحتاج لمتخصص فى مجالها ..
وعفو الخاطر إن خضت في استعراض كتا ب كتب بغير لغتي الأم فانا لست مترجماً وان اعتمدت علي الفهم العام لفصول قصة إنسان عاش معانة المرض التي حولت توجهاته العلمية والحياتية معاً انسان يتحدث عن مرضه ولكنه تناول فى سرد ممتع حياة أسرته .وتبدأ فصول روايته انه في ذات يوم شديد الحرارة فى بريطانيا خرج من مكتبة الأبحاث لتناول فنجان قهوة فى صحبة صديقه مختار حمورالذي لم يلتقيه منذ أيام مشيراً إلى انه خلال حديثه ذلك مع صديقه مختار سأله عما إذا كانت لديه رغبة فى مقابلة صديقه الدكتورالذي يعمل في مستشفي هاربرالعام في مجال زراعة الكلي فأجابه دكتور بليل بالإيجاب وقررالسفر إليه وأخذته هواجس لقاء الطبيب انه أمر زارعة كلي وتذكر انه دكتور قبل أن يكون مريضاً .!
ويحكي قصه وصوله لمنزل الدكتور بالقرب من المستشفي الذى يقصده ووجد اسمه مكتوباً كمريض تحت الرقم 12 فقرع الجرس وبعد فترة فتحت الباب الطفلة ذات الأعوام الأربعة وكانت واسعة العينين فحياها فأخذت بيده وقادته للداخل وبدأ مستغرباً لشكلها الارسترقراطي .
ومن ثم دخل عليه الدكتور الذى لم يكن يتصوره بالهيئة التى راءه عليها فهو شاب فارع الطول ونحيف وصافحه واصفاً لقاءه بالحميم ولقاء الأصدقاء ولكنه لم ينس ما قاله له صديقه مختار من انه جراح وعرف طفلته بي والتى كانت تجلس بجانبي وهى لا تزال ممسكة بيدي ونظرت الى عيني وفجأة من خلف المطبخ بدأت زوجة الدكتورطويله يبدو جمالها واضحاً وشعرها الأسود ملقي للخلف تحمل فى صينية أكواباً من مشروب السفن أب وبعد دقائق من ذلك سألتني زوجة الدكتور ان كنت ارغب فى المزيد منهً فرددت عليها شاكراً باكتفائي بما قدمت لي ثم دخلت غرفة النوم التى كانت خلفنا لعلمها أن زوجها يريد الحديث لي وفي الأثناء قدمت فتاة صغيرة للعب مع ابنة الدكتور فأصبحنا لوحدنا وبدأنا الحديث عما اخبرني به مختار فسألني الطبيب بمدى علمي بمرضي فقلت له اعلم عنه القليل فقال لي أود أن أعلمك كل شئ .
الكتاب يحمل كثير تفاصيل عن حياة دكتور بليل وأسرته يحكي تفاصيل حياة مع ماكينة الغسيل وقصة انتظار تجاوزالشهور لمتبرع ميت وهو كشف المرضي المنتظرين للزراعة بلندن .. وجاءته الفرصة ولكن لم يكتب لها النجاح ..
حكاية جديرة بالقراءة سأوجز فى أيراد بعض ملامحها تاركاً الفرصة للراغبين الإطلاع عليها أن حصلوا علي كتابه حياتين – TWO LIVES – تجاوزت كثير تفاصيل لحكاية إنسان واجه مرضه بصبروجلد وقد دخل فى صراع نفسي طويل حول هوية المتبرع له بكلية إذ يرى أن كلية المتبرع المتوفى تؤدي ذات الدور كما يرى أن تكون أسرته بعيدة عن ذلك بالإضافة إلى انه لا يريد أن يكون لأحد فضل عليه معززاً ذلك بقناعته كدكتورأن من يتبرع بكليته يجب أن يكون مدركاً لمعني أن يعيش بكلية متقبلاً ما قد يتعرض له من متاعب وقناعته إذا كان لابد من متبرع حي فينبغي أن يكون من أسرته .
وفى ظل هذه الأجواء غيرالمبشرة والمحبطة معاً تسلم خطاباً من أخيه صديق يخبره بمجيئه إلى لندن دون أن يذكر أسباب ذلك سواء لقضاء الإجازة أوغيرها وجاء فى غيرالوقت الذى حدده سابقاً ومن ثم شرع صديق مع طبيبه بروفيسور بيرت فى إجراءات فحوصات ًالدم للمطابقة ومن ثم تمت المواجهة بينه وأخيه صديق وأخيراً أذعن للأمر وأجريت العملية وتمت بنجاح غيرأن صديق تعرض لبعض المتاعب بعد العملية سرعان ما استرد عافيته .. ٍ
جاءت تسمية الكتاب بحياتين ( Two live ) حياة دكتور بليل الأولي قبل الإصابة بالفشل الكلوي وحياته ما بعد الزراعة .
وقصة حياتين قصة فيها كثير من الألم والحزن والتردد والإشفاق والتنازع المميت لمريض يحبذ ان يكون المتبرع له بكليته ميتاً ولا يُريد أن يدخل أحداً فى تجربة التبرع ويرفض كمبدأ المتبرح الحي ناهيك أن يكون من أسرته إضافة إلى انه لا يريد أن يكون مديناً لأحد .
فشل الأطباء فى بريطانيا تشخيص مرض دكتور بليل فرجع إلى السودان واكتشفه احد البروفسورات ومن ثم رجع إلى بريطانيا وبدأ التفكير جدياً في أمر الحياة والموت وزراعة الكلي وبدأ القراءة والإطلاع فى هذا المجال ومناقشة المختصين الذين التقاهم ومن ثم برزت فكرة حاجته للزراعة .
يقول :
جاءني دكتورجون بصفته صديقاً لمناقشة الأمر وكانت قناعتي لا فرق بين متبرع حي أو ميت واعرف أن كلية واحدة كافية للحياة ..ولكن الناس في السودان لا يعرفون مثل هذه التجربة فانا دكتور واعرف كيف يفكرون ..ٍٍ
وفى ذات السياق وفى نقاشي مع بروفيسوربيرت شعرت أنني لا أريد أن آخذ الحياة من شخص .. don’t want to take life from anybody- that is the point i
ويضيف دكتور بليل ذلك لان المتبرع لا يعرف معنى أن تؤخذ كليته فقال لي بروف بيرت : don’t take from other persons pot ورأي دكتور بليل فى مجئ احد أصدقائه الأطباء من القرويين وإبداء رغبته فى التبرع له بكليته إساءة لأسرته لأنه لم يمنحها الفرصة كما رفض تبرع زوجته لأسباب لم يفصح عنها ..ٍ
وكان دكتور بليل قد دخل تجربة الزراعة ولكنها فشلت لخطأ في استئصال الكلية من المتبرع الميت ..
وكشف دكتور بليل انه من خلال قراءاته عرف أن معظم الذين حصلوا على كلية من متبرع حي جاءت فى أعقاب فشل Cadaver kidney مشيراً إليٍ انه من هنا برزت فكرة المتبرع الحي . A person would have a cadaver kidney it would fail and then the life donor would come into the picture ..
ويردف دكتور بليل قوله لم ارغب فى ذلك أطلاقاً وبالنسبة لي لا زلت غير متقبل لذلك .. To me it still was unacceptable alternative…
وعزا دكتور بليل هذا التردد لان قناعا ته انه يريد أن يحصل على الحياة دون أن يسبب متاعب للاخرين وعلل رفضه لكلية صديقه ونجاة بانهما لم يمنحا الفرصة لأسرته ..
بينما كانت تلك رؤية وموقف بليل من عملية التبرع من الأحياء .. كان أخيه صديق متواجداً مع بروفيسور بيرت معلناً عن رغبته بالتبرع بكليته لأخيه دكتور بليل فاخبره أن اسم عمر ضمن المنتظرين للزراعة من متبرع ميت ( cadaver list ) فقال له صديق لاتهم لعمر ليس له رأى فى ًهذا الشأن وقلت لعمر القرار ليس قرارك ..
وبدوه اعترف دكتور بليل انه بتبرع أخيه صديق استلم أعظم هدية فى حياته موضحاً انه كان بوده لو يكلم كل المستشفي بذلك وإذا كان بالا مكان كل العالم ( if possible the hole world)
ويضيف دكتور بليل قوله : وددت أن يسمع أي شخص على الأرض أن صديق أخي يريد أن يعطيني كليته أنا لم اسأله ذلك ولكنه يريد ذلك .وقد سعدت نجاة بذلك ..ويمضي قائلاً : ولكنني تراجعت وقلت لبروف بيرت : أنا تزوجت وأصبحت طبياً وجراحاً ولكن صديق غير ذلك .ٍ
قال دكتوربليل فى 21 أكتوبر 1969م جاءني صديق وقال لي كل شئ تمام وجاهزين للزراعة .. قلت بيني وبين نفسي هل اقبلها ؟ I said in my mind shall go ahead and have it .. وأردف قوله : انه لا يدري كيف قبل ذلك .. ؟ _ I cannot remember how actually decided to accept sidiegs kidney/ ..
فقدمت له معلومات تثقيفية عن بعض الأشياء التn عليه تقبلها .. ووصف ذلك اليوم بالغريب والحقيقي وعليهم ان يمضوا ( shall we go on ) .. قبل العملية اتصل بي صديق وقال لي حسب ما اخبروه انه لن يستطيع ان يراني مدة تتراوح ما بين 6-7 أيام من العملية .. قلت له والحديث لدكتور بليل سأكون تحت رعاية طبية ومعزول لمنع تعرضي للإصابة ببعض الفيروسات وسنكلم بعضنا بالتلفون ٍ.
فى 23 أكتوبر دخلنا غرفة العمليات بدأوا باستئصال كلية صديق المتبرع ومن ثم أنا كمستقبل لتلك الكلية وكان ذلك حوالي الساعة الواحدة والنصف بعد الظهر وافقت من العملية بعد ست ساعات وتم نقلي للغرفة وحينها أدركت ما يجري حولي .. وكنت طوال الخمسة اشهر التى سبقت العملية لا أتبول ولأول مرة أري بولاً اصفراً صافٍ ..وهذا يعني أن كليتي – كلية صديق – تعمل جيداً منذ البداية .. my kidney” sidiegs kidne is actually functioning well” right from start. .
وقال دكتور بليل لك أن تتصور إنساناً يتبول بعد انقطاع عدة اشهر مشيراً إلى انه أدرك بعد العملية ما معنى أن تكون فى كامل الصحة وبعد فترة طويلة بدأ لي ذلك واضحاً .. for the first time in a long time life became clear to me again . .. وأشار إلي عودة ضغطه إلn وضعه الطبيعي الذى فقده لفترة ليست بالقصيرة وأدرك معنى أن تأكل وتمشي .
I was well in the fullest sense ‘ so this was the real radical change to be born anew ‘ both mentally and physically . ..
هذه هي الحياة ، الحياة الجديدة ،عشهاٍ علي أفضل ما يكون . يقول دكتور بليل : أصبحت بعد العملية انظر للحياة بنظرة جديدة .. this is life /anew life /live it the best you can
تعافي صديق وقررنا العودة للسودان لرؤية سارة والاطمئنان على الأهل واستئناف الحياة وأبلغت بروفيسور بيرت بذلك إلا انه حذرني من مخاطر ذلك ويقول كتبت خطاباً لوالدي أطمئنه علي صحتي وأنني بخير وسنحدثه بالتلفون بعد وصول الخطاب ومعرفة مافيه .
ويشير إلى انه أول مرة بعد المرض يرى لندن والمحلات التجارية والناس والحدائق وقد اشتري ملابس وأحذية ومسجل وكاميرا لأخذ صورا لكل شئ .. لقد غادر صديق أخيه لندن في 23 مايو 1969م عائداً للخرطوم ..فيما وصلتها ابنته سارة قادمة من الخرطوم فى صحبة زوجة أخيه عثمان صفية وابنتيها ..
فيما وصلت لندن كذلك أخت نجاة زوجته ووصله خطاب من والده مع سارة بنته مشيراً فيه إلى انه الآن اطمئن على صحته وانه بخيرولا داعي لحضوره للسودان وقال له فإذا حضرت فان ذلك يسعدنا .
وذكر دكتور بليل انه لم يلتق زوجته وابنته ولم يجتمع ثلاثتهم مع بعض منذ ستة اشهر فى حجرة واحدة إذ كانت نجاة تسكن في فندق خلال تواجده بالمستىشفي فيما كانت ابنته سارة بالسودان . ٍ
أرسل لأخيه صديق صورة أخذوها فى ها يد بارك تجمعهم الثلاثة نجاة وسارة وشخصه وكتب عليها من الخلف ما يلي :ٍ
Sidiegs I just wanted you to see what you have done ‘ that the three of us can be together again ‘ night ‘ Sara ‘ and I ‘this is directly the result of your efforts’ word cannot express how I feel ‘ we are happy together at last
أرسل دكتور بليل صورة تجمعه بزوجته نجاة وابنته سارة وكتب من خلفها : أردت أن تري ماذا فعلت جمعتنا ثلاثتنا مرة ثانية وهذه نتيجة لجهودك والكلمات لا تعبرعن مشاعري وفي النهاية نحن سعداء .ٍ
ورد عليه أخيه صديق قائلا : كن بخير وعد لنا .. be well and come to us .
يقول دكتور بليل عدت للعمل مع بروفيسور بيت وجون مورهيد ٍi start work with professor peart and with john Moore head of the royal free hospital in the area of renal transplantation and treating medical patients with trement renal disease.
عمل دكتور بليل فى وحدة زراعة الكلي وزراعتها وعمل فى عيادتين فى مجال الكلى وارتفاع ضغط الد in field of renal diseases and hypertension .
وقرر دكتور بليل التخصص في جراحة وزراعة الكلي مستهدفاً إنشاء مركز بالسودان ٍ. وفكر فى العودة للسودان ولكن كان لنجاة مخاوف من حدوث شئ لكليته وعليه البقاء بلندن .. وكتب لصديق يخبره بذلك فرد عليه سأتزوج حال وصولك .ٍ. وصلت السودان فى الساعات الأولى من صباح ذلك اليوم فوجدت أهلي وأهل نجاة والأصدقاء في انتظاري .. وأمضيت ذلك الليل حتى قرب الصباح أتحدث عن عملية الزراعة وصحتي غير أن والدته أرادت ألا استمر في الحديث عنها .. واخبر والده بأنهما سيحجان فقال له والده أني نذرت أن احج إن شفيت من مرضك وذلك شكرا وحمدا لله ..ٍ
وفي 23يونيو 1973م رزق دكتور بليل وزوجته نجاة بطفلة أسمياها سلمي ..فيما دخلت طفلتهما الأولي سارة المدرس في لوس انجلوس وكانت متفوقةٍ كوالدها ..
وكان دكتور بليل قد امضي عاما في مستشفي هاربر العام بوحدة : Ucla medical center للحصول علي الزمالة في مجال زراعة الكلي وقد نشر عددا من المقالات العلمية واجري عددا من عمليات زراع الكلي لمرضي من متبرعين أحياء وأموات ..ٍ وقد ساعدته تجربته كمريض وزارع علي التعامل مع المرضي .. وقد عرض عليه العمل في ذات الوحدة التي كان يعمل بها إلا انه فضل العودة للسودان وفاءا لعهد قطعه علي نفسه فانشأ مركز زراعة الكلي في 25/9/ 1971م وكان أول مريض تمت الزراعة له في المركز بالسودان كان سعوديا ..ٍ
من هو دكتور بليل :
ولد بتنقسي الجزيرة جاء والده إلي مدينة ودمدني 1925م وعمل كعامل بمحالج مارنجان وأصبح قياديا في مجال عمله كمفتش للمصنع ثم مفتشا للمصانع الأربعة بالمحالج .. حتى تقاعد بالمعاش .. وقد نال حظا بسيطا من التعليم في قريته الصغيرة في شمال السودان وكان حين حضوره لمدني وحده ثم لحقت به زوجته .
ودرس عمر محمد احمدون بليل الأولية والوسطي الأهلية – أ- ثم حنتوب الثانوية ثم جامعة الخرطوم ٍ.. وكانت رغبته دراسة الهندسة لتفوقه في الرياضيات ةالعلةم الا انه والده واخاه الاكبر طلبا منه دراسة الطب وبعد تخرججه اختير مساعد تدريس بكلية الطب جامعة الخرطومعام 1954م قسم الجراحة حتي عام 19566م حيث جلس للقسم الاول من زمالة الكلية البريطانية وقد اجتازه بامتياز ونال جائزة كلية الجراحين البريطانيين تمنح لشاب جلس لأول مرة وتحصل علي امتياز .. وكانت الخطوة الأولي ليصبح جراحا ٍومن بعد ذلك بدأ دراسات وعمل ميداني تمهيدا للامتحان النهائي في الزمالة البريطانية .. وعاد لبريطانيا ترك تخصص جراحة المخ والأعصاب بعد أن أوشك علي نهايتها لتخصص في مجال جراحة وزراعة الكلي في جامعة كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية .ٍ
ٍوبذلك أصبح دكتور عمر بليل أول من تخصص في هذا المجال والأول في العالمين العربي والإسلامي وأفريقيا والشرق الأوسط ..ٍ
وبعد عودته للسودان بدأ التأسيس وحدة زراعة الكلي بمستشفي الخرطوم وأجريت فيها أول عملية لمريض سعودي ..ٍ كما شرع في تأسيس مستشفي سوبا الجامعي بعد أن فشل كمستشفي للدرن .. كما أسس كلية الدراسات الطبية العليا بجامعة الخرطوم .. وشغل منصب أولٍ أمين عام لمجلس التخصصات الطبية العربية ومقره سوريا .. وصاحب فكرة معهد الدراسات الإضافيةٍ بجامعة الخرطوم
ويذكر دكتور بليل انه بالرغم من مرضه ظل يعمل بكفاءة وكان سعيدا وتزوج أخت صديقه التجاني الكارب نجاة وقضي شهر العسل ما بين بيروت والقاهرة ورزقا بطفلة أسمياها سارة ثم بعد الزراعة وفي السبعينات رزق بطفلته الثانية اسماها سلمي ..
وقد عمل جراحا لأربع سنوات بالسودان 1964م – 1968م حيث ذهب للندب بصحبة زوجته نجاة وابنته سارة المولودة في 19 أغسطس 1966م وكان عمرها سنة وشهر .. علي ان يمضي خمس سنوات في بريطانيا منها ثلاث سنوات للتحضير للامتحان النهائي لزمالة الجراحين البريطانيين التي تؤهل ليكون محاضرا في الجراحة يعمل صباح مساء في المستشفي للحفاظ علي تفوقه ..ٍ هذا هو الدكتور عمر محمد بليل نموذج للإنسان العالم المحب لوطنه ومواطنيه ..