في تجربة قام بيها الكاتب الأمريكي الشهير Jon Acuff .. (عارف مافي زول قرأ الإسم
بس ما مشكلة)..
التجربة كانت .. أنه عمل ورشة تدريبية لمجموعة من التلاميذ على مهارة معينة .. الورشة كانت لمدة 30 يوم .. لما أنتهت الورشة وجد أنه 70% من تلاميذه ما أكملوا الورشة معاه لليوم الأخير ..
حاول يشوف أكتر يوم الناس توقفت فيهو عن التدريب عشان يعمل أبحاثه فوجد أنه معظم الناس اللي اتوقفت اتوقفت في اليوم التاني 🙂 .. ومافي ولا شخص توقف بعد اليوم العاشر ..
ليه .. لأنه أول يوم ده الجميع حضر يجرب حاجة جديدة .. أول ما جرب الحاجة دي .. فقد الدافع والرغبة .. ومع صعوبة البدايات توقفوا .. لكن أي شخص حاول وواصل كانت الأمور بتتضح ليهو بمرور الزمن ويتمسك بالتدريب أكتر ..
الشعب السوداني .. ولكل جيل .. بيتحمس ويعمل ثورة تكنس حكم عسكري فاسد وفاشل .. ويرث دولة منهارة بدون مقومات الدولة أصلا .. وأوضاع سياسية غير مستقرة .. وشعب كامل في أغلبه ما جرب حريته أصلا .. وسياسيون في الغالب ما مارسوا سياسة إلا في أركان النقاش ..
فالأوضاع الاقتصادية تزداد سوء في البدايات ربما بوتيرة أسرع من فترة حكم العسكر .. فيبدأ الناس يفرطوا في ثورتهم حتى قبل ما يسمع مارشات عسكرية إيذانا بحكم عسكري جديد !!
الجيل العمل الثورة وفرط فيها ده .. للأسف يتحول لجيل يصدر الأحباط للأجيال التالية .. ويكون سبب في إطالة عمر النظام العسكري القادم !!
يمكن الخلاف يكون حول الحكومة الحالية .. كويسة ولا ما كويسة .. فلان ناجح ولا فاشل .. فلان نديه فرصة لسه ولا نغيره .. لكن المقارنة ما حقه تكون بين الديمقراطية والشمولية .. بين الحرية والطغيان ..
يمكن زول يقول الوضع هسه سئ .. لكن ما في منطق يخلينا نقول إنه النظام السابق كان كويس .. النظام السابق لو كان كويس كان هسه بعد سنتين من زواله حنكون عايشين بخيراته .. راكبين طياراته وقطاراته .. ومستمتعين بمحطات كهربته وشبكة طرقه .. شغالين في مزارعه ومصانعه ..
كان أوضاعنا السياسية أحسن نتاج عمليته التعليمية .. كان أوضاعنا الأخلاقية أحسن نتاج نشاطه التوعوي ..
مش نكون هسه بنسدد ديونه .. نرفع عقوباته .. ندفع ثمن جرائمه ضد العالم كله بالدولار الحار والمافي !!
الألم الذي لا تتعلم منه تستحقه مجددا .. الناس اللي فرحت بانقلاب الإنقاذ بحجة إنعدام العيش والبنزين ياها دي ليومك ده وبعد 30 سنة من حكم الإنقاذ .. وبعد 46 سنة من حكم العسكر في آخر 50 سنة .. للآن واقفين صفوف أو يرسلوا أولادهم للصفوف !!
في سنة 1989 .. معدل النمو الاقتصادي في السودان وصل 9% .. فاهم يا مؤمن ده كان معناه شنو في ظل نظام ديمقراطي محترم من كل دول العالم ؟؟
قادر تحسب لو واصلنا في التجربة لعشر سنوات إضافية كان سنة 99 حيكون وضعنا كيف ؟؟ .. ده الجانب الإقتصادي بس .. فكر في رسوخ التجربة السياسية في تطور فهمنا للحرية وسيادة القانون وشوف الضاع قدر شنو ..
الخلاف مقبول جدا .. لو كان حول الأفراد .. ومن يحكم السودان .. مافي شخص في التاريخ وجد إجماع بما فيهم الأنبياء والرسل .. لكن خلاف ((كيف يحكم السودان ده)) مفروض نتجاوزه وما نناقشه أصلا عشان نمشي القدام ..
نحن ما واقفين في صفوف العيش بسبب الوزير مدني ولا حمدوك .. نحن واقفين صفوف لأننا من الإستقلال .. لأننا صبرنا على السقوط في الهوة السحيقة .. ولما وصلنا القاع .. ما قادرين نتقبل وجودنا فيهو ..